كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 4)

سُبْحانَهُ وتعالى مِنْ ذلِكَ المَرَضِ"، قال الترمذي: حديث حسن. وقال الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك" على الصحيحين: هذا حديث صحيح على شرط البخاري. قلت: يشفيك بفتح أوله.
وروينا في "سنن أبي داود" عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا جاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا فَلْيَقُلْ: اللهُم اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكأُ لَكَ عَدُوًّا، أوْ يَمشِي لَكَ إلى صَلاةٍ"، لم يضعفه أبو داود.
قلت: ينكأ بفتح أوله وهمز آخره، ومعناه: يؤلمه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فيكون وجهه ما أشار إليه في الحرز قوله: (يَشْفِيك الخ). قال تعالى: ({وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80] ونبه على الياء الأولى لمكان الإلباس بمضارع أشفي وإن كان المقام لا يقبله وسكت عن الياء التي هي لام الفعل لأن فتحها لا يخفى على مبتدئ في النحو لوجود
الناصب وهو أن وإهمالها لغة نادرة لا يخرج عليها فصيح الكلام إلَّا إذا ألجأت الضرورة لذلك والله أعلم.
قوله: (وَرَوَيْنَا في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ) وروي هذا الذكر من حديث ابن عمرو بن العاص بن حبان والحاكم في مستدركه كما في الحصين وقال الحافظ بعد تخريج الحديث هذا حديث حسن. قوله: (ينكأُ) سيأتي ضبطه في الأصل وهو فيما وقفت عليه مرفوع وفي المفاتيح شرح المصابيح للجزري هو مرفوع غير مجزوم اهـ، وقال المظهري مجزوم لأنه جواب الأمر ويجوز أن يكون مرفوعًا تقديره اللهم اشف عبدك فإنه ينكأ لك عدوًا أي يغزو في سبيلك. قوله: (إِلى صَلاةٍ) في رواية المشكاة إلى جنازة قال في المرقاة أي اتباعها للصلاة لما جاء في رواية إلى صلاة وهذا توسع سائغ قال الطيبي ولعله جمع بين النكاية وتشييع الجنازة لأن الأول كدح في إنزال العقاب على عدو الله والثاني سعى في إيصال الثواب إلى ولي الله اهـ. قال في المرقاة أو لأن المقصود من المرض إما كفارة الذنوب ورفع الدرجات أو تذكير بالموت والآخرة والعقاب وهما حاصلان له بالعملين المذكورين اهـ. قوله: (لمْ يُضعِّفهُ أَبُو دَاوُدَ) قال الحافظ حيي بمهملة مضمومة وتحتيتين مصغرًا وهو أحد رواته مختلف فيه ولم يترك حديثه وقد تفرد بهذا الحديث اهـ. قوله: (وهمزِ آخرِه) قال في المفاتيح نقلًا عن النهاية يقال نكيت العدو أنكى

الصفحة 63