كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 4)

"أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمدُ،
اشْتَكَيْتَ؟ قال: نعم، قال: بِسْمِ اللهِ أرْقِيكَ، مَنْ كُل شَيْء يُؤذِيكَ، مِنْ شَر كل نَفْسٍ أوْ عَيْنٍ حاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مرات وفي سنده عاصم بن عبيد الله وهو صدوق ضعفوه من قبل حفظه وهذا مما تساهل فيه الحاكم وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه وفي آخره من كل أذى يؤذيك من كل حاسد إذا حسد ومن كل عين والله يشفيك وقال الحافظ حديث حسن أخرجه وابن ماجة وأخرجه أحمد من طريق أخرى عن عبادة بن الصامت وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في الدعاء وفي سنده ضعف وأما حديث عمار فأخرجه الحافظ عن عمار بن ياسر إنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا أعلمك رقية علمنيها جبريل قال بلى يا رسول الله قال فعلمه بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل شيء يعنيك خذها فليهنيك هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه أخرجه الطبراني في الدعاء وكذا الدارقطني في الأفراد وقال غريب من حديث محمد بن الحنفية عن عمار تفرد به ميسرة عن المنهال بن عمرو وما رواه عنه إلَّا فضيل (قلت) وهو صدوق أخرج له مسلم وفيه مقال وأما حديث ميمونة فأخرجه أحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان في صحيحه كلهم من رواية عبد الرحمن بن السائب ابن أخي ميمونة قال قالت لي ميمونة يا بن أخي ألا أعلمك رقية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قلت) بلى قالت باسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك وفي الحديث قصة أخرى وأما حديث جابر فذكره البزار في الكلام على حديث أبي سعيد كما تقدم اهـ. كلام
الحافظ ملخصًا. قوله: (اشتكَيت) بفتح الهمزة والاستفهام على بابه بدليل الجواب وقال ابن حجر في شرح المشكاة إنه للتقرير واعترضه في المرقاة بأنه لو كان للتقرير لما احتاج إلى جواب ثم لا يلزم من إتيان جبريل إليه اطلاعه على ما لديه - صلى الله عليه وسلم -. قوله: (أَرْقيكَ) بفتح الهمزة وكسر القاف من الرقية له أعيذك. قوله: (يُؤْذِيكَ) بالهمزة ويجوز إبداله واوًا. قوله: (مِن شَرِّ كلِّ نَفْسٍ أَوْ عَينٍ حاسِدٍ) بتنوين نفس وعين وقيل بإضافتهما وفي الحرز الأظهر أن ينون الأول ويضاف الثاني ليلائم قوله حاسد إلَّا أن راد به ذات حسد اهـ، وأو يحتمل أن تكون للشك والأظهر أنها للتنويع قيل يحتمل أن يراد بالنفس نفس الأذى ويحتمل أن يراد بها العين فإن

الصفحة 67