كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 4)

بِسْمِ اللهِ أرْقِيكَ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وروينا في "صحيح البخاري" عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعوده، قال:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
النفس تطلق على العين يقال رجل منفوس إذا كان يصيبه النّاس بالعين ويكون قوله أو من عين حاسد من باب التوكيد بلفظ مختلف أو شك من الراوي كذا نقله ميرك عن التصحيح وعلى الأظهر فالمستعاذ منه النفس الخبيثة والعين ذات الحسد. قوله: (باسْم الله أَرْقِيكَ) قيل كرره للمبالغة وبدأ به وختم إشارة الله إنه لا نافع إلَّا هو وفيه من صنيع البديع رد المقطع على المطلع.
قوله: (وَرَوينَا في صحيح البُخَارِي) هو طرف من حديث رواه البخاري آخره فقال لا بأس طهور إن شاء الله قال يعني الأعرَابي قلت طهور بل حمى تفور أو تثور على شيخ كبير تزيره القبور فقال - صلى الله عليه وسلم - فنعم إذًا أخرجه البخاري هكذا في علامات النبوة وأعاده في مقدمة الطب ولفظه دخل علي رجل يعوده فقال لا بأس الخ، ولم يذكر قوله وكان إذا دخل الخ، وأخرجه في التوحيد كذلك لكن فيه دخل علي أعرابي وفيه فقال الأعرابي وزاد فيه عليك بعد قوله لا بأس وهو عند النسائي وزاد فيه الإسماعيلي على عظم شيخ كبير وقد استشكل إيراد البخاري له في علامات النبوة وجوابه إنه أشار إلى زيادة وقعت في بعض طرقه وذلك ما أخرجه أبو نعيم في الصحابة وابن منده وغيرهما عن شرحبيل الجعفي رضي الله عنه قال كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء أعرابي طويل ينتفض فقال يا رسول الله شيخ كبير به حمى تفور تزيره القبور فقال - صلى الله عليه وسلم - به حمى تفور وهي له كفارة وطهور فأعادها فقال له - صلى الله عليه وسلم - أما إذا أثبت فهو كما يقول وما قضى الله فهو كائن فما أمسى من الغد إلَّا ميتًا وقال الحافظ يعد تخريجه حديث حسن غريب ثم أشار إلى اختلاف في سنده بين رواته وأن عند بعضهم زيادة فأعادها ثلاثًا والحديث من مرسل زيد بن أسلم أخرجه عبد الرزاق اهـ. قال في السلاح

الصفحة 68