كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 4)

وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل على من يعوده قال: "لا بأسَ طَهُور إنْ شاءَ اللهُ".
وروينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعوده وهو محموم، فقال: "كَفَّارَةٌ وَطَهُور".
وروينا في كتاب الترمذي، وابن السني، عن أبي أُمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تمَامُ عِيادَةِ المَريضِ أنْ يَضَعَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والحصن رواه النسائي قال ميرك في عمل اليوم والليلة. قوله: (وكانَ الخ) أي من عادته - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ذلك إذا عاد إنسانًا. قوله: (لَا بأسَ) أي بالهمز وإبداله ألفًا. قوله: (طَهُورٌ) بفتح أوله ويجوز ضمه وهو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هذا أو مرضك مطهر للذنوب مكفر للعيوب واقتصر عليه بناء على الأغلب الأكثر وإلا فقد يكون سببًا لرفع الدرجات في العقبى ولعلو المقامات في الدنيا لأن الرياضات نتيجة
الحالات والكشوفات كذا في الحرز. قوله: (إِنْ شَاءَ الله) أتى به للتبرك أو للتفويض أو للتعليق فإن كونه طهورًا مبني على كونه صبورًا شكورًا.

فائدة
من أصيب وصبر حصل له ثوابان غير تكفير الذنوب لنفس المصيبة وللصبر عليها ومنه كتابة مثل ما كان يعمل من الخير صحيحًا ومن انتفى صبره لعذره كجنون فكذلك أما من انتفى صبره لنحو جزع فلا يحصل له من الثوابين شيء وقد بسط الكلام على هذا المقام ابن حجر الهيتمي في شرح المنهاج بما هذا حاصله.
قوله: (وَرَوَيْنَا في كِتَاب ابْنِ السنى الخ) قال الحافظ اختصره أيضًا ثم أخرجه الحافظ عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي وهو محموم فقال كفارة وطهور فقال الأعرابي حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور فقام - صلى الله عليه وسلم - وتركه ثم قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه أخرجه أحمد عن عفان عن حماد وأخرجه ابن السني عن أبي يعلى اهـ. قوله: (كفارة) أي مرضك مكفر لما جنيت من الذنوب وطهور من ذلك.
قوله: (وَرَوَيْنَا في كِتَابَي الترمِذِي وابْنِ السنى الخ) أخرجه الحافظ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائد المَريض يخوض في الرحمة ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو على يده فيسأله كيف هو وتمام تحيتكم المصافحة وقال الحافظ هذا حديث غريب من هذا الوجه أخرجه الترمذي أخصر منه وقال هذا إسناد ليس بذاك وعبيد بن زحر

الصفحة 69