كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 4)

{إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} قوله عز وجل: {وَهُدُواْ إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} فيه أربعة تأويلات: أحدها: أنه قول لا إله إلا الله , وهو قول الكلبي. والثاني: أنه الإِيمان , وهو قول الحسن. والثالث: القرآن , وهو قول قطرب. والرابع: هو الأمر بالمعروف. ويحتمل عندي تأويلاً خامساً: أنه ما شكره عليه المخلوقون وأثاب عليه الخالق. {وَهُدُواْ إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} فيه تأويلان: أحدهما: الإِسلام , وهو قول قطرب. والثاني: الجنة. ويحتمل عندي تأويلاً ثالثاً: أنه ما حمدت عواقبه وأمنت مغبته.
{إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} قوله عز وجل: { ... وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ} فيه قولان: أحدهما: أنه أراد المسجد نفسه , ومعنى قوله: {الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ} أي قبلة لصلاتهم ومنسكاً لحجهم. {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ} وهو المقيم , {وَالْبَادِ} وهو الطارىء إليه، وهذا قول ابن عباس.

الصفحة 15