كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 4)

البوهلي النيال، وهو 1874 عند أوغسطين بيرك، أما تاريخ وفاته فهو محل اتفاق، وهو سنة 1934، وترجمة الشيخ متوفرة، ولكن بعض المترجمين يرفعونه وبعضهم يقلل من شأنه، ومهما يكن فإنه أخذ المبادئ العلمية في مستغانم، أخذ التصوف عن الشيخ محمد البوزيدي، وتصدر بعده لعمارة زاوية شيخه، ثم استقل وأسس زاوية خاصة به في مستغانم وأخريات في معسكر وغيليزان والجزائر ووهران وزواوة، ولا ندري متى أسس هذه الزاوية المستقلة، فبعضهم يجعل سنة 1910 (المدني) هو تاريخها، والبعض يجعل التاريخ، 1909، هو تاريخ هجرته إلى المشرق (¬1). وسواء كان تأسيس الزاوية في العشرية الأولى من هذا القرن أو بعد ذلك، فإن الذي لا شك فيه أن نشاط الشيخ لم يظهر إلا بعد 1919، وبذلك تكون فترة نشاطه حوالي أربع عشرة سنة، وهي فترة قصيرة في عمر مؤسس الزوايا التي عرفناها، تعرف طريقة الشيخ ابن عليوة بأنها طريقة عصرية عند البعض، لماذا؟
لأن الشيخ استعمل وسائل حديثة لبث أفكاره وتعاليمه: وسائل لم تستغلها الطرق الصوفية الأخرى المختبئة خلف حيطان الزوايا والخلوات والعبادات الليلية والسرية، أما الشيخ ابن عليوة فقد اشترى مطبعة للزاوية، وأسس صحفا كانت تنشر نشاطه، كما كانت تدافع عن الزاوية ضد مخالفيها أو منتقديها، ومن أشهر الصحف التي صدرت عن الزاوية العليوية صحيفة أسبوعية تسمى (لسان الدين) وصحيفة (البلاع الجزائري) الأسبوعية أيضا، وقد اهتمت الأخيرة بشؤون الجزائر السياسية والوطنية، وكان لها آراء صريحة لتأييد الجامعة الإسلامية واليقظة الوطنية، وقد وقفت ضد الاندماج وأنصاره، وضد التجنيس، ودافعت بشدة عن اللغة العربية، ومن الوسائل (لعصرية) التي لجأ إليها الشيخ نشر آرائه في كتيبات ومطبوعات ليطلع عليها المطلعون، وقد نشرها في تونس والجزائر، ومنها، بالإضافة إلى قضايا التصوف والعبادات، قصائد الشعر، ولكن بعض المعاصرين، أمثال الشيخ أحمد حماني والشيخ نعيم النعيمي، يؤكدون على أن الشيخ كان (أميا). وإنما
¬__________
(¬1) عن ذهابه إلى المشرق انظر لاحقا،

الصفحة 127