كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 4)

ولكن بعضهم يضيف أن أتباع الشيخ كانوا يركبون العجلات ويظهرون الحزم والنشاط كما يفعل الآباء البيض (¬1). ويذهب مصدر آخر إلى أنهم كانوا يعقدون اجتماعات عامة لمناقشة القضايا الدينية والاجتماعية كما تفعل الجمعيات المدنية، أي بروح عصرية (¬2).
ويبدو أن طريقة الشيخ أحمد بن عليوة من الطرق المثيرة للجدل والتي ما تزال في حاجة إلى دراسات مستفيضة، بعد الكشف عن الوثائق الفرنسية المعاصرة، ونعني بذلك وثائق إدارة الشؤون الأهلية، أما بعض المصادر الأخرى فقد نوهت بالشيخ وطريقته لا سيما (مجموع النسب) لابن بكار و (الأعلام الشرقية) لمحمد مجاهد و (الشيخ أحمد العلاوي) لمارتن لانغز، وقد قال صاحب الكتاب الأخير إن الشيخ ابن عليوة بدأ بالطريقة العيساوية وممارسة طقوسها، وهذه معلومة جديدة يضيفها هذا المصدر (¬3). ثم إنه تعلق بالدرقاوية، وبعد أن اطلع على ما عند الشيخ البوزيدي اشتغل بطلب العلم، فدرس اللغة العربية، وبعض القرآن والسنة، ثم أمعن في الفلك (فسلك فيه مسلك المتأخرين). وهو تعبير غامض، لا نعرف إلى أي شيء يقصد بالفلك ولا بمسلك المتأخرين فيه، ولعله يعني به التنجيم.
وهذا المصدر (كتاب مجموع النسب) إذن يقر باطلاع الشيخ على العلوم الدينية والعربية والصوفية، ولا ندري إن كان ذلك الإقرار منه عن عقيدة ومعرفة أو عن تقليد بالنقل عن كتب الشيخ أو المنسوبة إليه مثل (المنح القدوسية).
¬__________
(¬1) النيال، (الحقيقة التاريخية ..) مرجع سابق، ص 341.
(¬2) أحمد توفيق المدني (كتاب الجزائر) ط، 2، القاهوة، 1963، ص 353.
(¬3) يضيف هذا المصدر معلومات عن نسب الشيخ ابن عليوة العائلي هكذا: فهو أحمد بن مصطفى بن محمد بن أحمد المعروف بالقاضي، ابن محمد المعروف ببوشنتوف، ابن مدبوغ الجبهة (وهو ولي صالح) ابن علي المعروف بعليوة المنتسب إليه (العليوي) ابن غانم المستغانمي، ويبدو أن هذه السلسلة العائلية قد وصلت إلى المؤلف من الشيخ نفسه أو من أحد أتباعه المقربين أو وجدها في كتابه المسمى بـ (المنح القدوسية). انظر الأعلام الشرقية، مرجع سابق، 3/ 93 - 94،

الصفحة 131