كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 4)

يتما المدة (عشر سنوات).
والمعروف أن الشيخ الطاهر بن الصادق بن الحاج قد عاد إلى سيرة أبيه الذي ورث منه البركة الصوفية وأنشأ زاوية جديدة في تيبيرماسين، فرقة من أولاد يوب، عرش جبل أحمر خدو، ويظهر (رين) ناقما على هذه الزاوية الجديدة أيضا إذ قال إنها تعلم التعصب ومعاداة الفرنسيين، وقال إن محمد بن عبد الرحمن الذي ظهر في ثورة الأوراس سنة 1879 كان متخرجا من هذه الزاوية، واعتبره شريفا مزيفا (¬1). وتحدث ديبون وكوبولاني سنة 1897 عن نشاط سي الطاهر بن الحاج في زاوية تيبيرماسين، وذكر أن للزاوية 2، 476 من الأتباع، منهم 708 من النساء، وأن لها ثلاث زوايا، و 25 طالبا، وشيخا واحدا، وثلاثة عشو مقدما، و 24 شاوشا (¬2).
ومعنى ذلك أنهم لا يعترفون إلا بالشيخ الطاهر شيخا للطريقة هناك، ولا شك أن هذا الفرع لم يؤسس طريقة خاصة وإنما هو امتداد للرحمانية سواء اعترف بشيخ آخر أعلى منه أو لم يعترف، ولا ندري إن كان مستقلا أو تابعا لزاوية طولقة أو نفطة.
ونفس الشيء يقال عن الفرع الآخر الذي ظهر في الأوراس أيضا على يد الشيخ الهاشمي بن علي دردور، من عرش أولاد عبد ي، فقد قيل إنه أسس جمعية (طريقة؟) سرية سنة 1876، وهو من مواليد مدرونة، وكان تلميذا في زاوية خنقة سيدي ناجي الرحمانية، ولعله أصبح أحد مقدميها بمدرونة ونواحيها، وقالوا عن الشيخ الهاشمي دردور إنه رحماني، وقال آخر
¬__________
= تاريخها بالحراش في 25 رمضان 1278 (26 مارس 1862). وفيها عبارات التشفع والخضوع، والطلب موجه إلى الحاكم العام (بيليسييه). وطلب آخر كتبه إبراهيم وأخوه الطاهر في نفس المعنى والمكان ولكن بتاريخ 26 إبريل 1279 أي بعد عام، والنص الأول أورده زوزو أيضا في كتابه (نصوص ...) مرجع سابق، ص 184 - 185.
(¬1) رين، مرجع سابق، ص 460، هامش 1.
(¬2) ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص 410 - 411،

الصفحة 156