كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 4)

بسم الله الرحمن الرحيم

خطة هذا الفصل والذي يليه تحتاج إلى توضيح من البداية، فقد كانت الخطة هي أن نكتب فصلا واحدا عن الطرق الصوفية، نتناول فيه أصولها وفروعها، ومبادئها ومصطلحاتها، وكذلك تطورها السياسي والاجتماعي والمعنوي، ثم مواردها وعلاقتها بزبائنها وأتباعها، ولكن الفصل تمطى وكثرت مادته، ومع ذلك تركناه على حاله حتى تضخم.
فعزمنا بعد الانتهاء منه، على جعله فصلين (أو قسمين). وفكرنا في كيفية تنظيم وتوزيع مادته من جديد، فبدا لنا أن نخص أحد الفصلين بأصول وفروع الطرق الصوفية، ونترك للفصل الآخر كل ما عدا ذلك: من المصطلحات والتطور السياسي والاجتماعي والموارد والإحصاءات ونحوها، ولكننا لاحظنا أن مادة الفصل الأول (أصول وفروع الطرق الصوفية) ستبقى مع ذلك غزيرة وسيبقى الفصل غير متوازن طولا مع صاحبه، ولذلك عزمنا على ترك المكتوب كما هو في الأصل وتقسيم المادة على فصلين، ينتهي أولهما بالحديث عن الرحمانية، ويبدأ الثاني بالحديث عن التجانية، وبذلك تظل المادة متصلة كما كانت في الخطة الأولى.
إن على القارئ الحريص على معرفة الإحصاءات والموارد والمناقشات السياسية حول الطرق الصوفية أن لا يكتفي بالفصل الأول بل عليه أن يقرأ ما هو حريص عليه في الفصل الثاني (أو القسم الثاني) أيضا، والحق أن عالم الصوفية عالم غريب على من لم يدخل بيت أسراره.
وليس كل باحث يستطيع أن يفهم أو يتعمق في حياة أهله ويحكم عليهم بنزاهة ووضوح، وقد ألفت كتب كثيرة في الموضوع، من المسلمين والمسيحيين والهنود وغيرهم، وتناوله بالخصوص المستشرقون خلال القرنين

الصفحة 7