كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 4)

شيخه الحاج محمد بن خليفة عام 1296 (1878) (¬1). ويبدو أن دور بوقشبية في الشاذلية كان لا يختلف كثيرا عن دور مبارك بن يوسف في القادرية.
وبعض تلاميذ الشيخ الموسوم قد أسسوا فروعا لأنفسهم وعاشوا بها يقومون بتعاليمها ويمارسون واجباتها، كالصلاة والذكر والتأمل، ومن هذا فرع الشيخ قدور بن محمد بن سليمان الذي شب على الطريقة الشاذلية، وأذن له فيها شيخه الموسوم، ثم أضاف إليها الطريقة التجانية التي تلقاها على شيخها أحمد التجاني (الحفيد) وأذن له في تلقينها، وقد توفي الشيخ قدور سنة 1322 (1905). ودفن في زاويته، وعمره يزيد عن الستين، وكان قدور يشبه شيخه الموسوم في الجمع بين العلم والتصوف، قال بعضهم إنها تزيد على العشرين، ونسبوا إليه كرامات، وله كتاب في (المرائي) (¬2).
وللشاذلية فروع أخرى، غير التي ذكرناها، كانت منتشرة في البلاد، ويمارس أصحابها أورادهم وأذكارهم بزيادات من عندهم، ونعني بذلك فروع زاوية الشيخ الموسوم بقصر البخاري، أما فروع الشاذلية الأصلية فكثيرة، وسنأتي على بعضها بعد حين.
وفي آخر القرن الماضي (1897) كان أتباع الشاذلية في الجزائر قد قدروا بـ 14، 206، موزعين على إقليم الجزائر وقسنطينة، وكان للطريقة 11 زاوية، 195 طالبا، 9 شيوخ، 99 مقدما (¬3).

الزروقية واليوسفية
قلنا إن للشاذلية عموما فروعا كثيرة بلغت العشرين عند البعض، ومن
¬__________
(¬1) ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص 449 - 451، وقد توفي الشيخ (بوقشبية) في رمضان 1329/ 1912، انظر التقويم الجزائري للشيخ كحول، سنة 1912، ولا ندري الآن من هو محمد بن خليفة، فهل هو أحد مقدمي الشيخ الموسوم؟
(¬2) الحفناوي، تعريف، مرجع سابق، 2/ 330.
(¬3) ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، 454،

الصفحة 77