كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 4)

عجيبة، وله أولاد كان يمكنهم في نظر الفرنسيين أن يلعبوا دورا سياسيا إذا أرادوا نظرا لشهرة والدهم بهذه الكرامات، ويقصد رين أنه في إمكان الفرنسيين توظيف أمثال هذه الكرامات والسمعة لصالحهم بإسناد وظائف لأولاد الشيخ المذكور، وكان للشيخ الأطرش ولد يدعى الحسين مرشحا لخلافته، وقد نعته رين بأنه رجل عاقل ويحصل على الغفارة من القبائل المجاورة والبعيدة، من بسكرة إلى المدية وإلى البرج (¬1).
وللعيساوية أيضا فروع في الجزائر، زاويتها الأولى هي في وزرة، ورئيسها عندئذ هو علي بن محمد بن الحاج علي، المقيم في البرواقية، ثم محمد الكبير المقيم في البليدة، وهناك زاوية الرمشي، قرب تلمسان، ورئيسها الكزولي ولد الحاج محمد، وهي زاوية لها أهمية، لأن شيخها ورع، وله سمعة بين الأهالي على أنه بهلواني Jongleur، أما الفرع الآخر فهو في قسنطينة، وله فيها زاوية، كما له مركز في عنابة ومقدمون.
وإذن فالطريقة منتشرة في وسط الجزائر وغربها وشرقها، ولكن أتباعها مع ذلك قليلون، فقد كانوا 3، 116 إخوانيا حسب إحصاء 1882، بالإضافة إلى 12 زاوية و 45 مقدما، أما إحصاء 1897 فقد جعل الأتباع (الإخوان) 3، 580، من بينهم 33 من النسوة، وهو عدد قليل بالنسبة لسمعة العيساوية الشعبية من جهة وبالنسبة لأتباع بعض الطرق الصوفية الأخرى التي سنتحدث عنها من جهة أخرى، ولعل هذا العدد من الأتباع يدل على أن الناس كانوا يحضرون ملتقيات وممارسات العيساوية كفضوليين أكثر منهم إخوانا فيها، لهم قيود والتزامات محددة نحو الشيوخ والمقدمين، أما الأوجه الأخرى للإحصاء فقد أعطتهم (سنة 1897): شيخا واحدا، و 39 مقدما، وعشر زوايا، وخمسة من الوكلاء وثمانية وخمسين من الشواش (¬2).
¬__________
(¬1) رين، مرجع سابق، فصل العيساوية، ص 303 - 334.
(¬2) ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص 353، وحسب إحصاء 1906 كان عددهم 4000، وقال قارو، مرجع سابق، ص 64، إن العامة تقلد العيساوية وليسوا منها، وهو حكم قريب من الحقيقة،

الصفحة 85