يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه فجرى بينه وبينهما الصلح ولم تقع الشهادة فلما أراد ذلك بعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فاستشارهما فيه فذكره مطولا ورواه الطبراني من طريق عثمان بن عثمان الغطفاني عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال جاء الحارث الغطفاني إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد شاطرنا تمار المدينة قال حتى أستأمر السعود فبعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن خيثمة وسعد بن مسعود فقال لهم قد علمتم أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة الحديث وفيه حسان بن الحارث
1928 - حديث أنه صلى الله عليه و سلم هادن صفوان بن أمية أربعة أشهر فأسلم قبل مضي المدة تقدم في قوله سيرني شهرين فقال بل لك أربعة أشهر
حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم هادن قريشا ثم أبطل العهد قبل تمام المدة تقدم وسيأتي سبب ذلك
1929 - قوله وإنما أبطل العهد لأنه وقع شيء بين حلفاء النبي صلى الله عليه و سلم وهم خزاعة وبين حلفاء قريش وهم بنو بكر فأعان قريش حلفاءها على حلفاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فانتقضت هدنتهم ثم قال بعد ذلك وروي أنه لما هادن قريشا عام الحديبية دخل بنو خزاعة في عهده وبنو بكر في عهد قريش ثم عدا بنو بكر على خزاعة وأعانهم ثلاثة من قريش فجعل النبي صلى الله عليه و سلم ذلك نقضا للعهد وسار إلى مكة وفتحها البيهقي من حديث بن إسحاق حدثني الزهري عن عروة بن الزبير ومروان بن الحكم أنهما حدثاه جميعا قال كان في صلح النبي صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية بينه وبين قريش أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل ومن شاء أن يدخل في عهد قريش وعقدها دخل فتواثبت خزاعة فقالوا نحن ندخل في عقد محمد وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم فمكثوا في تلك الهدنة نحو سبعة عشر أو ثمانية عشر شهرا ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلا بماء لهم قريب من مكة فأعانتهم قريش بالكراع والسلاح فركب عمرو بن سالم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنشده ... اللهم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا