كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 4)

ثلاثة آلاف درهم وعبدا وقينة لتحببه في ذلك وفي ذلك قيل ... فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة ... لمثل قطام من فصيح وأعجم ... ... ثلاثة آلاف وعبد وقينة ... وقتل علي بالحسام المسمم ... ... فلا مهر أغلا من علي وأن غلا ... ولا فتك إلا دون فتك بن ملجم ... انتهى أما ما ذكره من اعتقاد الخوارج فأوله ليس بصواب فإن الاعتقاد المذكور هو اعتقاد معاوية وأهل الشام وأما الخوارج فكانوا أولا من رءوس أصحاب علي وكانوا من أشد الناس نكيرا على عثمان بل الغالب أنهم ما كانوا يعتقدون أن قتله كان ظلما ولم يزالوا مع علي في حروبه في الجمل وصفين إلى أن وقع التحكيم وذلك أن أهل صفين لما كادوا أن يغلبوا أشار عليهم بعضهم برفع المصاحف والدعاء إلى التحكيم فنهاهم علي عن إجابتهم إلى ذلك فقال لهم أنا على الحق فأبى أكثرهم فأجابهم علي لتحققه أن الحق بيده فحصل من اختلاف الحكمين ما أوجب رجوع أهل الشام مع معاوية ورجوع أهل العراق مع علي بعد التحكيم فأنكرت الخوارج التحكيم وقالوا لا حكم إلا لله وحكموا بكفر علي وجميع من أجاب إلى التحميم إلا من تاب ورجع وقالوا لعلي أقر على نفسك بالكفر ثم تب ونحن نطاوعك فأبى فخرجوا عليه وقاتلهم وهذا أمر مشهور عنهم مصرح به في التواريخ الثابتة والملل والنحل وقد استوفى أخبارهم وما كانوا يعتقدون أبو العباس المبرد في كامله وغيره وصنف في أخبارهم محمد بن قدامة الجوهري كتابا حافلا وقفت عليه في نسخه كتبت عنه وتاريخها سنة أربعين ومائتين وهو أقدم خط وقفت عليه ولم يعتقد الخوارج قط أن عليا أخطأ قبل التحكيم كما أنهم من جملة ما اعتقدوا من الاعتقادات الفاسدة أن عثمان كان مصيبا ست سنين من خلافته ثم كفر بزعمهم أعاذه الله من ذلك نعم الذين كانوا يتأولون في قتال علي بسبب عدم اقتصاصه من قتلة عثمان ويظنون فيه سائر ما ذكره المؤلف قبل قوله ويعتقدون هم أهل الجمل وأهل صفين وهذا ظاهر في مكاتباتهم له ومخاطباتهم وأما سائر ما ذكر بعد ذلك عن الخوارج من الاعتقاد فهو كما قال وبعض منه اعتقادهم كفر من خالفهم واستباحة ماله ودمه ودماء أهله وولده ولذلك كانوا يقتلون من قدروا عليه وأما ما ذكره من أمر بن ملجم في تأويله فهو كما قال وبالغ بن حزم فقال لا خلاف بين أحد من الأئمة في أن بن ملجم قتل عليا متأولا مجتهدا مقدرا أنه على الصواب كذا قال وهذا الكلام لا خلاف في بطلانه إلا أن حمل علي أنه كذلك كان عند نفسه فنعم وإلا فلم يكن بن ملجم قط من أهل الاجتهاد ولا كاد وإنما كان من جملة الخوارج وقد

الصفحة 46