كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 4)

كما ثبت في الصحيحين وسميت الأولى ذات الرقاع بجبل صغير والثانية كما قال أبو موسى بالرقاع التي لفوا بها أرجلهم من الحفاء وبهذا يرتفع الإشكال الذي أشار إليه البخاري وأحوجه إلى أن يقول إن ذات الرقاع كانت سنة سبع وأما غزوة الخندق فبهذا جزم بن الجوزي في التلقيح وعند بن إسحاق كانت في شوال سنة خمس وعند بن سعد في ذي القعدة والأصح أنها كانت في سنة أربع وبه جزم موسى بن عقبة وأبو عبيد في كتاب الأموال واحتج له النووي بحديث بن عمر عرضت على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد وأنا بن أربع عشرة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة فأجازني قال وقد أجمعوا على أن أحدا في الثالثة قلت ولا حجة فيه لأن أحدا كانت في شوال فيحمل على أنه كان في أحد طعن في الرابعة عشر وفي الخندق استكمل الخامسة عشر فلعله كان في أحد في نصف الرابعة عشر مثلا فلا يستكمل خمس عشرة إلا أثناء سنة خمس إلا أنه يعكر على هذا الجمع ما جزموا به من أنها كانت أيضا في شوال
تنبيه صحح الحافظ شرف الدين الدمياطي أن غزوة المريسيع كانت في سنة خمس وأما بن دحية فصحح أنها كانت في سنة ست وأما غزوة بني النضير فتبع فيه إمام الحرمين وهو غلط ففي صحيح البخاري عن عروة بن الزبير أنها كانت بعد بدر بستة أشهر وعن بن شهاب أنها كانت في المحرم سنة ثلاث وبه جزم بن الجوزي في التلقيح والنووي في الروضة وغيرها وقال الماوردي كانت في ربيع الأول سنة أربع وهذا قول بن إسحاق
فائدة كانت الحديبية في سنة ست بلا خلاف وأما غزوة خيبر في السابعة فهو المشهور الذي عليه الجمهور من أهل المغازي ونقل بن الطلاع عن بن هشام أنها في سنة ست وهو نقل شاذ وإنما ذكر بن إسحاق ومن تبعه أنها كانت في بقية المحرم سنة سبع وأما فتح مكة فمتفق عليه وأنه كان في رمضان سنة ثمان وأما غزوة تبوك فمتفق عليه بين أهل المغازي وكان في رجب وخالف الزمخشري فذكر في الكشاف في سورة براءة أنها كانت في العاشرة
تنبيه هذا الذي ذكره المصنف يوهم أن هذا جميع ما غزاه رسول

الصفحة 90