كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 4)

٥٣٠ / حديث: "لا نورث، ما تركنا فهو صدقة". وفيه: قصة الأزواج.
في الجامع، عند آخره (١).
وقال فيه جماعة عن الزهري: عائشة عن أبي بكر أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله.
وكلاهما محفوظ، مخرج في الصحيح، واعترف به جماعة من الصحابة
---------------
= قلت: بل هو المتعيّن؛ لأنَّ المعوذات هي الإخلاص، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، لما رواه النسائي في السنن، كتاب الاستعاذة (٨/ ٦٤٣) (رقم: ٥٤٤٥، ٥٤٤٦)، وأحمد (٤/ ١٤٩، ١٥٨)، والطبراني في المعجم الكبير (١٧/ ٣٤٦) (رقم: ٩٥٢) من طرق عن عقبة بن عامر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثمَّ قال: "ما تعوّذ بمثلهنّ أحد".
وهذا حديث صحيح بمجموع طرقه.
وقد عقد الإمام البخاري في صحيحه (٣/ ٣٤٤) بابا في فضل المعوّذات، وساق تحته حديث عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفّيه ثمَّ نفث فيهما، فقرأ فيهما {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ})، فهذا دليل أيضًا على كون الإخلاص من المعوذات، وإنما أُطلق عليه ذلك مع عدم ورود لفظ التعوذ فيها صريحا لما اشتملت عليه من صفة الرب. انظر: فتح الباري (٨/ ٦٧٩)، وعمدة القاريء (٢٠/ ٣٤).
(١) الموطأ كتاب: الكلام، باب: ما جاء في تركة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢/ ٧٥٨) (رقم: ٢٧).
وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الفرائض، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا نورث. ." (٤/ ٢٣٦) (رقم: ٦٧٣٠) من طريق القعنبي.
ومسلم في صحيحه كتاب: الجهاد والسير، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا نورث ما تركنا فهو صدقة (٣/ ١٣٧٩) (رقم: ٥١) من طريق يحيى النيسابوري.
وأبو داود في السنن كتاب: الخراج، باب: في صفايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣/ ٣٨١) (رقم: ٢٩٧٦) من طريق القعنبي.
والنسائي في السنن الكبرى (٥/ ٦٦) (رقم: ٦٣١١) من طريق قتيبة.
وأحمد في المسند (٦/ ٢٦٢) من طريق إسحاق الطباع، خمستهم عن مالك به.

الصفحة 58