كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 4)

وقوله: "صيبًا" منصوب بفعل مقدر أي اجعله صيبًا. وهو من صاب المطر إذا وقع.
وقوله: "نافعًا"، صفة للصيب (أ) تحرز به عن الصيب الضار.

389 - وعن سعد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا في الاستسقاء: "اللهم جَلِّلْنَا سَحابًا كثيفًا قَصيفًا دُلُوقًا ضَحُوكًا، تُمطِرنا منه رَذَاذًا قِطْقِطًا سَجْلًا، يا ذَا الجلالِ والإِكرام". رواه أبو عَوانة في صحيحه (¬1).
قوله: "جللنا" بالجيم بصيغة الأمر من التجليل، والمراد به تعميم الأرض بالمطر والسحاب المجلل هو الذي يعم الأرض بالمطر، والكثيف هو السحاب المتكاثف المتراكم، والقصيف هو ما كان رعده شديد الصوت وهو من أمارات قوة المطر يقال: ريح قاصف أي شديد. (ب ورعد قاصف أي شديد الصوت، والدلوق بالدال المهملة والقاف- شديد الدفعة ب) مفاجئة المطر، يقال: دلق السيل على القوم أي هجم، و (جـ) اندلقت الخيل وعارد دلق، والضحوك فعول مفتوح الفاء أي سحاب ذات برق (¬2)، قال ابن الأعرابي: الضاحك من السحاب مثل العارض إلا أنه إذا برق قيل:
¬__________
(أ) ساقطة من جـ.
(ب- ب) مثبت بالهامش في جـ.
(جـ) الواو ساقطة من جـ.
__________
= النسائي والطبري، الاستسقاء، القول عند المطر 3/ 133، ابن ماجه، بلفظ "سيبًا" الدعاء باب ما يدعو إذا رأى السحاب والمطر 2/ 1280 ح 3889، ابن حبان، (موارد) 159 ح 600، أحمد 6/ 90 بلفظ "صيبًا هنيئًا"، البيهقي، صلاة الاستسقاء، باب ما يقول إذا رأى المطر 3/ 362 بلفظ "شعبًا نافعًا".
(¬1) قال ابن حجر في التلخيص: سنده واه 2/ 106.
(¬2) النهاية 2/ 130.

الصفحة 101