كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 4)

ماجه (¬1) من حديث ابن عمر في أثناء حديث: "لولا البهائم لم تمطروا".
فيه دلالة على إخراج البهائم في الاستسقاء، وفيه دلالة أن لها إدراكًا فيما يتعلق بمعرفة الله سبحانه، وأنها ملهمة إلى ذكر الله، وقد روي في ذلك أحاديث كثيرة وقصص صحيحة، وظواهر في (أ) كتاب الله منيرة ولا ملجئ إلى التأويل، ولا يهتدي إلى ذلك إلا ذو بصيرة بالأسرار خبير.

391 - وعن أنس - رضي الله عنه - أن "النبي - صلى الله عليه وسلم - اسْتسقى، فأشار بظهر كفيه إِلى السماء". أخرجه مسلم (¬2).
فيه دلالة لما ذكره جماعة من العلماءأن السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط وغيره وإن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء، وقد صرح بها (ب) في الحديث (جـ)، أخَرج أحمد (¬3) من حديث خلاد بن السائب عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه وإذا اسْتعاذ جعل ظاهرهما
¬__________
(أ) في هـ: من.
(ب) هـ: بهذا.
(جـ) ساقطة من هـ.
__________
(¬1) ابن ماجه 2/ 333 ح 4019، قال في الزوائد: هذا حديث صالح للحمل به، وقد اختلفوا في ابن أبي مالك وابنه.
(¬2) مسلم: صلاة الاستسقاء، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء 2/ 612 ح 8 - 896، أبو داود نحوه: الصلاة: باب رفع اليدين في الاستسقاء 1/ 692 ح 1171.
(¬3) أحمد من حديث خلاد بن السائب أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، 4/ 56.
قلت: واختلف في صحبته وابن حجر اختلف كلامه فيه فجعله في الإصابة من القسم الأول، وفي التقريب يقول: وهم من زعم أنه صحابي وقال العجلي: تابعي. وحكى ابن عبد البر الاختلاف في صحبته. =

الصفحة 103