كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 4)

قوله: "القَسيّ" هي (أ) ثياب مضلعة يؤتى بها من مصر (ب والشام فيها شية، هكذا رواية مسلم، وأما رواية البخاري (¬1) فيها حرير أمثال الأترج. قال أهل اللغة (¬2) وغريب الحديث: هي ثياب مضلعة بالحرير تعمل بالقَسّ بفتح القاف وهو موضع من بلاد مصر ب) على جانب البحر قريب من تنيس. وقيل: هي ثياب كتان مخلوطة بحرير، وقيل: هي ثياب من القز وأصله القزي بالزاي منسوب إلى القز وهو رديء الحرير فأبدل من الزاي سين.
وفيه دليل على تحريمه إذ النهي حقيقة في التحريم إلا أنه إن كان حريره أكثر أو جميعه، فالنهي (جـ) على حقيقته، وإلا فالنهي للكراهة للتنزيه، للقرينة.
وقوله: "والمعصفر" وهو المصبوغ بالعصفر، فيه دلالة على تحريم لبس الثوب المصبوغ بالعصفر (د)، وقد ذهب إلى هذا العترة على ما حكاه في البحر (¬3). ودليله واضح وذهب جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى إباحة المعصفر، وبه قال الشافعي (¬4) وأبو حنيفة ومالك لكنه
¬__________
(أ) في هـ: هو.
(ب- ب) بهامش جـ.
(جـ) زاد في هـ: معلول.
(د) في جـ: بالمعصفر.
__________
(¬1) ترجم البخاري، باب لبس القسي وأورد أثر عليّ ما القسية؟ قال: ثياب أتتنا من الشام أو من مصر مضلعة فيها حرير وفيها أمثال الأترنج والميثرة 10/ 292، وقد مر الكلام على لبس الحرير وما خالطه.
(¬2) النهاية 4/ 59، 60. غريب الحديث الخطابي 3/ 233.
(¬3) البحر 4/ 360.
(¬4) شرح مسلم 4/ 778. المنتقى 7/ 221.

الصفحة 115