كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 4)

قوله: "فإنكم لا تذكرونه في كثير إلا قلله ولا قليل إلا كثره" (¬1)، وفي رواية الديلمي عن أبي هريرة: "أكثروا ذكر الموت فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيا الله قلبه وهون عليه الموت"، وفي لفظ ابن حبان والبيهقي في شعب الإيمان (¬2) "أكْثِروا ذكْرَ هَاذمِ اللذاتِ، فإنّه مَا ذَكَرهُ عبد قَطُّ وَهُو في ضِيق إلَّا وَسَّعَه عَليه، ولَا ذَكرهَ وَهوَ (أ)، في سَعَةٍ إلّا ضيَّقَه" (¬3)، وفي حديث أنس عند ابن لال في مكارم الأخلاق: "أكثرُوا ذكْرَ المَوْتِ، فإنّ ذلك تَمحْيصٌ للذّنوب وتَزْهيدٌ في الدنيا" (¬4) الموت: القيامة، وعند البزار (¬5): "أكثروا ذكرَ هَاذِمِ اللَّذات، فإنه مَا ذَكَره أحدٌ في ضيقٍ منَ العيش إلَّا وسَّعه عَلْيه، ولا في سعة إلَّا ضَيَّقَه"، وعند ابن أَبي الدنيا (¬6): "أكثِروا ذكْرَ المَوْت، فإنه يَمْحو الذنوبَ ويزهد في الدُّنيا فإنْ ذَكَرتموهُ عند الغَني هَدمه وإن ذَكرتموه عند الفَقْرِ أرضاكم بِعيشِكُم".

403 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يتمنين أحَدُكمُ الموتَ لِضُرٍّ يَنْزِلُ بِه، فإِنْ كانَ لا بُدَّ مَتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ
¬__________
(أ) ساقطة من جـ.
__________
(¬1) ليست في حديث أبي هريرة هذه الزيادة إنما هي من حديث ابن عمر أوردها في الشهاب 1/ 392 ح 671. قال صاحب الإرواء: ورجاله موثقون غير القاسم هذا -أي أبي عامر- وعزاه في مجمع الزوائد إلى الطبراني في الأوسط وقال: حديثه حسن 10/ 309.
(¬2) شعب الإيمان 3/ 374.
(¬3) ابن حبان (موارد) 634 ح 2562.
(¬4) و (¬6) قال في المقاصد: وفي لفظ لأنس عند ابن أبي الدنيا في الموت، ضعيف جدا "أكثروا من ذكر الموت فإنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا" المقاصد 75.
(¬5) كشف الأستار 4/ 240 ح 3623.

الصفحة 125