كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 4)

على الخطبة وعلى أنه لم يشتغل بتقديم نافلة، وقد تقدم ذلك، وقوله: "ثم ينصرف" إلخ وفي رواية ابن حبان "ثم ينصرف إلى الناس قائمًا في مصلاه"، ولابن خزيمة (¬1) في رواية مختصرة: "خطب يوم عيد على رجليه" (أ) هذا كله مشعر بأنه لم يكن في المصلى في زمانه منبر، وفي تمام القصة التي ذكرها البخاري في حديث أبي سعيد أن أول من اتخذ المنبر في المصلى مروان، وقد وقع في المدونة لمالك (¬2)، (ورواه عمر بن شبة (¬3) عن أبي (ب) عساكر عنه قال: أول من خطب الناس في المصلى على منبر عثمان بن عفان كلمهم (جـ) على منبر من طين بناه كثير بن الصلت، وهذا معضل، وما في الصحيحين أصح، ويحتمل أن يكون عثمان فعل ذلك مرة، ثم تركه حتى أعاده مروان، ولم يطلع على ذلك أبو سعيد، وإنما اختص كثير بن الصلت بالبناء له لكون داره كانت مجاورة للمصلى، وهو تابعي كبير (¬4)، ولد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقدم المدينة هو (د) وإخوته بعده فسكنها وكان اسمه قليلًا فسماه عمر كثيرًا وقد صح سماعه من عمر
¬__________
(أ) في النسخ: جلية، والتصحيح من ابن خزيمة.
(ب) في هـ: ابن.
(جـ) في جـ، هـ: كلهم.
(د) ساقطة من هـ.
__________
(¬1) ابن خزيمة 2/ 348 ح 1145، بلفظ "على راحلته".
(¬2) المدونة 1/ 169، وفيه انقطاع بين مالك ومروان وأبي سعيد.
(¬3) في الفتح عمر بن شبة عن أبي غسان 2/ 449، ولم أره في تاريخ المدينة ولعله في البياض الذي أشار إليه المحقق 1/ 134.
(¬4) الإصابة 8/ 322، التهذيب 8/ 419.

الصفحة 30