كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 4)

الأولاد للزوج ولم يكونوا لها، ووقع في غير هذه الرواية: "على زوجها وأيتام في حجرها" (¬1) وهم أولاد أخيها والله أعلم.

486 - وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزْعة لحم" متفق عليه (¬2).
الحديث فيه دلالة على قُبْح المسألة.
وفي قوله: "ما يزال": [إشارة] (أ) إلى كثرة السؤال، وأنَّ المسألة تؤثِّر في الوجه فلا يزال اللحم ينقص مع المسألة حتى ينتهي إلى ذهابه بالكلية، وظاهر الحديث أن السؤال مطلقًا على هذه الكيفية، وقد ورد التخصيص للبعض كما سيأتي ولذا إن البخاري ترجم الباب بباب "من سأل (ب) مكثرًا" (¬3) يعني: مَنْ سأل (ب) وهو غني لأجل تكثُّر ماله وأما من سأل (ب) وهو مضطر فهو مباح فلا يعاقب عليه.
والمزعة (¬4) -بضم الميم وحكي كسرها وسكون الزاي ثم مهملة- أي قطعة، وقد ضبطه بعضهم بفتح الميم والزاي.
¬__________
(أ) بهامش الأصل.
(ب) جـ، هـ: يسأل.
__________
(¬1) مسلم الزكاة، باب فضل النفقة والصدفة على الأقربين .... ، 2: 694 ح 45 - 1000، النسائي الكبرى، عِشرة النساء (كما في تحفة الأشراف 15887)، ابن ماجه الزكاة، باب الصدقة على ذي قرابة 1: 587 ح 1834.
(¬2) البخاري الزكاة، باب من سأل الناس تكثرًا 3: 338 ح 1474، مسلم الزكاة، باب كراهة المسألة للناس 2: 720 ح 103 - 1040.
(¬3) البخاري 3: 338.
(¬4) مشارق الأنوار 1: 378.

الصفحة 377