كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 4)

علي - رضي الله عنه - مرفوعًا. أخرجه ابن خزيمة (¬1) وغيره، وقد اختلف العلماء في الجهر والإسرار فيهما، فذهب الهادي (¬2) ومالك إلى أنه يخير المصلي بين الجهر والإسرار، قالوا: لثبوت الأمرين عنه - صلى الله عليه وسلم - فأما الجهر فالحديث (أ) عن عائشة وغيرها، وأما الإسرار فلحديث ابن عباس (¬3)، "قام قيامًا طويلًا نحوًا من سورة البقرة" فلو جهر بالقراءة لم يقدره بما ذكر، والاعتراض على ذلك باحتمال أنه كان بعيدًا مدفوع بما رواه الشافعي (¬4) تعليقًا عن ابن عباس أنه صلى بجنب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكسوف فلم يسمع منه حرفًا، ووصله البيهقي (¬5) من ثلاث طرق أسانيدها واهية وكذلك حديث سمرة عند ابن خزيمة، والترمذي (¬6) "ولم يسمع له
¬__________
(أ) في هـ: فلحديث.
__________
(¬1) ابن خزيمة 2/ 320 ح 1388 وفيه حنش بن المعتمر الكوفي، صدوق له أوهام ويرسل. التقريب 85.
(¬2) الجهر والإسرار في الكسوف والخسوف.
أحمد: يجهر بالقراءة ليلًا كان أو نهارًا. المغني 2/ 422.
الشافعي: يسر في كسوف الشمس ويجهر في خسوف القمر. المجموع 5/ 57.
أبو حنيفة: يسر القراءة في كسوف الشمس وقال صاحباه: يجهر، ولمحمد مثل قوله. الهداية 2/ 87.
(¬3) حديث ابن عباس سيأتي في ح 381.
(¬4) الأم 1/ 215.
(¬5) البيهقي 3/ 335.
(¬6) الترمذي 2/ 451 ح 562، ابن خزيمة 2/ 325 - 327 ح 1397، أبو داود 1/ 700 ح 1184، ابن ماجه 1/ 402 ح 1264، أحمد 5/ 11، ومدار إسناده على ثعلبة بن عباد العبدي البصري، جهله ابن المديني وابن حزم والقطان والعجلي، وثقه ابن حبان وصح حديثه الترمذي وجهله الذهبي في تعليقه على المستدرك 1/ 334، المحلى =

الصفحة 65