صوتًا، وذهب الأئمة الثلاثة إلى أنه يسر في الشمس (¬1)، ويجهر في القمر، وهو متأيد بالقياس على الصلوات الخمس وما تقدم من الدلالة يرد عليهم وذهب صاحبا أبي حنيفة وأحمد وإسحاق وابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما (أ) من محدثي الشافعية وابن العربي من المالكية إلى الجهر فيهما جميعًا وهو متأيد بالقياس على الجمعة والعيدين إذ هي صلاة مشروع فيها الجماعة والخطبة والجواب عنهم بما تقدم في المذهب الثاني.
وقوله: "فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات"، يعني أنه ركع في كل ركعة ركوعين، فيه دلالة على الصفة المذكورة، وقد ذهب إليه ابن عباس وعثمان والشافعي وأحمد ومالك، وسيأتي تمام ذكر المذاهب.
وقوله: "وبعث مناديًا" فيه دلالة على شرعية الإعلام للاجتماع لها.
وقوله: "الصلاةَ جامعةً" بالنصب فالصلاة (ب) مفعولية فعل محذوف أي احضروا الصلاة، وجامعة على الحال، ويجوز رفعها على أن الصلاة
¬__________
(أ) في جـ: وغيرهم.
(ب) في هـ: في الصلاة.
__________
= 5/ 102، تهذيب 21/ 24، الميزان 1/ 371، قال ابن خزيمة: هذه اللفظة التي في هذا الخبر لا يسمع له صوت من الجنس الذي أعلمنا أن الخبر الذي يجب قبوله خبر من يخبر بكون الشيء لا من ينفي، وعائشة قد خبرت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جهر بالقراءة فخبر عائشة يجب قبوله؛ لأنها حفظت جهر القراءة وإن لم يحفظها غيرها، وجائز أن يكون سمرة كان في صف بعيد من النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقراءة، فقوله "لا يسمع له صوت" أي لم أسمع له صوتًا، على ما بينته قيل: إن العرب تقول: لم يكن كذا، لما لم يعلم كونه 2/ 327.
(¬1) المشهور من المذاهب الثلاثة ما أثبتناه.