كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 4)

عبده ورسوله" وفي سياق البخاري (¬1) زيادة: "لذكر أحوال الجنة والنار وغير ذلك"، وهذه من مقاصد الخطبة، وبعضهم قال: إنه لم يرد أنه صعد المنبر فدل على عدم الخطبة، ويجاب عنه بأن المنبر ليس بشرط، وأيضًا فعدم الذكر لا يدل على عدم الكون.
وقوله في رواية مسلم: "ثماني ركعات (أ) في أربع سجدات"، فيه دلالة على أن الركوع أربعة في كل ركعة، وقد ذهب إلى هذا (¬2).
وقوله في رواية جابر: "ستة ركوعات بأربع سجدات"، فيه دلالة على أن الركوع ثلاثة في كل ركعة، وقد ذهب إلى هذا (حذيفة، كذا في البحر (¬3)) (ب).
وقوله في رواية أُبَيّ بن كعب: "فركع خمس ركعات" إلخ، فيه دلالة على أن الركوع خمسة في كل ركعة وقد ذهب إلى هذا جماعة أهل البيت (¬4) ما عدا الباقر. قال في اللمع: لا يختلفون في هذه الصفة، وقد روي من حديث سمرة والنعمان بن بشير وعبد الله بن عمرو: "أنه - صلى الله عليه وسلم -
¬__________
(أ) في جـ: ركوعات.
(ب) في هامش الأصل.
__________
(¬1) من رواية ابن عباس 2/ 540 ح 1052.
(¬2) لم يذكر الشارح أحدًا وقد ذهب إلى هذا إسحاق فقال: يجوز ركوعان في كل ركعة وثلاثة وأربعة لأنه ثبت هذا ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من هذا. المجموع 5/ 66، قلت: وهو متعقب برواية أبي داود من حديث أبي حيث أثبتت خمس ركعات في سجدتين.
(¬3) البحر 2/ 72.
(¬4) البحر 2/ 72.

الصفحة 74