كتاب طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (اسم الجزء: 4)

رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنَّمَا الْحلم بالتحلم وَإِنَّمَا الْعلم بالتعلم وَمن يتحر الْخَيْر يُعْطه وَمن يتوق الشَّرّ يوقه)
وَمن شعره وَقد أنْشدهُ أَبُو عَاصِم فِي الطَّبَقَات
(سلوت عَن الدُّنْيَا عَزِيزًا قبلتها ... وجدت بهَا لما تناهت بآمالي)
(علمت مصير الدَّهْر كَيفَ سَبيله ... فزايلتها قبل الزَّوَال بأحوالي)
وَمن كَلَامه ورشيق عباراته فِي حكمه وَفِي فَتَاوِيهِ
فَمن حَكِيم كَلَامه من تصدر قبل أَوَانه فقد تصدى لهوانه
وَقد أوردهُ الْعَبَّادِيّ فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمته عَنهُ وَفِي تَرْجَمَة أَبِيه الْأُسْتَاذ أبي سهل عَنهُ
وَقد قيل أَخذه من مَنْصُور الْفَقِيه حَيْثُ قَالَ الْكَلْب أغْلى قيمَة
الْبَيْتَيْنِ اللَّذين قدمناهما فِي تَرْجَمَة مَنْصُور فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة
وَمِنْه إِذا كَانَ رضَا الْخلق معسورة لَا يدْرك كَانَ ميسوره لَا يتْرك
قلت أرشق مِنْهُ قَول الْفُقَهَاء الميسور لَا يسْقط بالمعسور
وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول أفْصح من نطق بالضاد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا أَمرتكُم بِأَمْر فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم)
وَمِنْه إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى إخْوَان الْعشْرَة لزمان الْعسرَة

الصفحة 398