كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 4)

ودرس بِهِ بحلقة الصالح بْن صاحب حمص. ودرس بالصدرية، فأظنه درس الْحَدِيث بها، وأعاد بمدرسة الحنبلية وغيرها من المدارس. ودرس بالحنبلية وقتا. وأفتى زمنا طويلًا. وتصدى للاشتغال، وتخرج بِهِ جَمَاعَة، وانتفعوا بِهِ.
قَالَ الذهبي: كَانَ إماما فِي المذهب، والعربية والحَدِيث، غزير الفوائد متقناً. صنف كتباً كثيرة مفيدة. وَكَانَ ثقة صالحا، متواضعا عَلَى طريقة السلف، مطرح للتكلف فِي أموره، حسن البشر، حَدَّثَنَا بدمشق وبعلبك وطرابلس.
وتوفي بالقاهرة فِي ثامن عشر المحرم سنة تسع وسبعمائة. وَذَلِكَ بَعْد دخوله إياها بدون شَهْر. وَكَانَ زار القدس. وسار إِلَى مصر ليُسْمع ابنه، ويطلب لَهُ مدرسة، أَوْ زيادة رزق.
وذكر فِي تاريخه: أَنَّهُ توفي ليلة السبت وقت العشاء بالمدرسة المنصورية بمارستانها. ودفن عِنْدَ الحافظ عَبْد الغني بالقرافة. وحصل التأسف عَلَيْهِ رحمه اللَّه.
وَفِي ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الأَوَّل من السنة: توفي قَاضِي قضاة الحنابلة بالديار المصرية الشيخ:

شرف الدين عَبْد الغني بْن يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن

الصفحة 374