كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 4)

فِي جواب سؤالات أَبِي الْعَبَّاس بْن الدمياطي الحافظ، فَقَالَ: ألْفَيتُه ممن أدرك عن العلوم حظا. وكاد يستوعب السنن والآثار حفظا، إِن تكلم فِي التفسير فَهُوَ حامل رايته. وإن أفتى فِي الفقه فَهُوَ مدرك غايته، أَوْ ذاكر بالحَدِيث فَهُوَ صاحب علمه، ذو روايته، أَوْ حاضر بالنحل والملل لَمْ يرَ أوسع من نحلته، ولا أرفع من درايته. برز فِي كُل فن عَلَى أبناء جنسه، وَلَمْ تر عين من رآه مثله، ولا رأت عينه مثل نَفْسه.
وَقَدْ كتب الذهبي فِي تاريخه الكبير للشيخ ترجمه مطولة، وَقَالَ فِيهَا: وَلَهُ خبرة بالرجال، وجرحهم وتعديلهم، وطبقاتهم، ومعرفة بفنون الْحَدِيث، وبالعالي والنازل والصحيح والسقيم، مع حفظه لمتولْه، التي انفرد يه، فلا يبلغ أحد من العصر رتبته يقاربه، وَهُوَ عجيب فِي استحضاره، واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى فِي عزوه إِلَى الكتب الستة، والمسند، بحيث يصدق عَلَيْهِ أَن يقال: كُل حَدِيث لا يعرفه ابْن تيمية فليس بحَدِيث.

الصفحة 500