كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 4)

قَالَ: وسألت عَن ذَلِكَ شيخنا عبد الرحمن ابن أَخِي الشيخ - يَعْنِي ابْن أَبِي عُمَر بمنى؟ فَقَالَ: نعم يَجُوز لَهُ الأخذ من الزكاة؛ لأن كَلام اللَّه تَعَالَى عَلَى إطلاقه، وَلَمْ يشترط أَصْحَابنا عدم قدرته عَلَى الاقتراض. قَالَ: ولأن ذمته تشتغل من قبل من لَهُ الدين. وَفِي ذَلِكَ ضرر يتعب قلبه، ويشتت همه، وحرصه عَلَى براءة ذمته، وخوفه أَن يموت وَلَمْ يكن عَلَى يقين من قضاء دينه قبل موته. انتهى.

حسن بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْحَسَن بْن دويرة البصري، المقرئ الزاهد أَبُو عَلِي، شيخ الحنابلة بالبصرة، ورئيسهم ومدرسهم: اشتغل عَلَيْهِ أمم، وختم عليه أزيد من ألف إِنْسَان. وَكَانَ صالحا زاهدا ورعا.
وحدث بجامع الترمذي بإجازته من الحافظ أَبِي مُحَمَّد بْن الأخضر، فسمعه منه الشيخ نور الدين عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُمَر البصري مدرس المستنصرية. وَهُوَ أحد تلامذته، وعليه ختم الْقُرْآن، وحفظ " الخرقي " عنده بمدرسته بالبصرة.
وتوفي الشيخ أَبُو عَلِي اثنتين وخمسين وستمائة بالبصرة.
وولي بعده التدريس بمدرسته تلميذه الشيخ نور الدين المذكور، وخلع عَلَيْهِ ببغداد فِي تاسع عشر جمادى الآخرة من السنة المذكورة.

الصفحة 9