كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 4)
الناس جمعوا لهم وخوفوهم فزادهم إيمانًا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا {بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}، وتفرق العدو عنهم هيبته لهم.
قال القاضي (¬1): قال أكثر شراح الحديث: معناه ثواب الله خير أي صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا، قال القاضي: والأولى قوله من قال: والله خير من جملة الرؤيا، وكلمة ألقيت إليه وسمعها في الرؤيا عند رؤياه البقر بدليل تأويلها بقوله - صلى الله عليه وسلم - "وإذا الخير ما جاء الله به".
والوهل: بفتح الهاء ومعناه: وهمي واعتقادي، وهجر: مدينة معروفة وهي قاعدة البحرين، وهي معروفة.
وسمى - صلى الله عليه وسلم - المدينة يثرب، وهو اسمها في الجاهلية، وجاء النهي عنه، فقيل: هذا قبل النهي، وقيل لبيان الجواز، وأن النهي للتنزيه لا للتحريم، وقيل: خوطب به من يعرفها به.
وهززت وهززته: قال النوويّ في شرح مسلم (¬2): وقع في معظم النسخ بالزايين فيهما، وفي بعضها: هزيت وهزته بزاي واحدة مشددة وإسكان التاء وهي لغة صحيحة.
3701 - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بينا أنا نائم، أُتيت بخزائن الأرض، فوضع في كفّي سواران من ذهب، فكُبرا عليّ، فأوحي إلى أن انفخهما، فنفختهما، فذهبا، فأولتهما: الكذابين اللذين أنا بينهما، صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة".
قلت: رواه البخاري في المغازي وفي علامات النبوة، ومسلم والترمذي والنسائيُّ ثلاثتهم في الرؤيا، كلهم من حديث أبي هريرة (¬3)، ولكن الرواية في الصحيحين، موضع في (يدي) بدل (كفي) كذا رواه صاحب جامع الأصول (¬4)،
¬__________
(¬1) المصدر السابق (7/ 231 - 232).
(¬2) المنهاج (15/ 46 - 47).
(¬3) أخرجه البخاري (4375)، ومسلم (2274)، والترمذي (2292)، والنسائيُّ في الكبرى (7649).
(¬4) انظر: جامع الأصول لابن الأثير (11/ 801).