كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 4)
محمد بن إسحاق، قال ابن عبد البر (¬1): اختلف في إسناده، اختلافًا سقط الاحتجاج به، ولا يصح من جهة الإسناد.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "البذاذة من الإيمان". والبذاذة: بباء موحدة وبذالين معجمتين.
قال ابن الأثير (¬2): هي رثاثة الهيئة، يقال: بذ الهيئة وباذ الهيئة أي: رث اللبسة، أراد - صلى الله عليه وسلم - التواضع في اللباس، وترك التبجُّح به، والتفحل: المراد به الفحولة وهو ضد الأنوثة وهو ترك التزين، لأن التزين والتصنع في الزي من شأن الإناث. (¬3)
3486 - وقال: "من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة".
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما في اللباس، والنسائي في الزينة من حديث ابن عمر (¬4)، قال ابن الأثير (¬5): والشهرة ظهور الشيء في شُنعة حتى يشهره الناس.
3487 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تشبه بقوم فهو منهم".
قلت: رواه أبو داود في اللباس من حديث ابن عمر يرفعه (¬6)، وفي سنده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وهو ضعيف، قاله المنذري. (¬7)
¬__________
(¬1) انظر: التمهيد لابن عبد البر (24/ 12).
(¬2) النهاية (1/ 110).
(¬3) المصدر السابق (3/ 417).
(¬4) أخرجه أبو داود (4029)، والنسائي في الكبرى (9560)، وابن ماجه (3606).
وإسناده حسن لمتابعة شريك بن عبد الله تابعه أبو عوانه كما عند ابن ماجه (3607).
(¬5) النهاية (2/ 515).
(¬6) أخرجه أبو داود (4031).
وحسن إسناده الحافظ في الفتح (10/ 271) وقال حديث حسن، وقال المناوي في الفيض (6/ 104)، قال ابن تيمية: سنده جيد.
(¬7) انظر: مختصر المنذري (6/ 25)، وقال الحافظ: صدوق يخطيء، ورمي بالقدر، وتغيّر بآخره، التقريب (3844).