كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 4)
وقال غيره: عفوت الشعر وأعفيته لغتان، قال النووي (¬1): والحفاء أن يقص حتى يبدو أطراف الشفة ولا يحفه من أصله، وأما رواية "احفوا الشوارب" فمعناها: أحفوا ما طال على الشفتين، واللحى: بكسر اللام وضمها لغتان، والكسر أفصح وهو جمع لحية.
3542 - "وُقت لنا في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة: أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة".
قلت: رواه مسلم في الطهارة بهذا اللفظ، وأخرجه أبو داود في الترجل، والترمذي في الاستئذان (¬2)، وقالا: "وقت لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وفي سندهما صدقة ابن موسى أبو المغيرة البصري، وقد ضعف، والصحيح فيه: "وقت لنا" كما أخرجه مسلم، وكذلك أخرجه ابن ماجه في الطهارة، وأخرجه أيضًا أبو داود والترمذي كذلك وقال: هذا أصح من الأول يعني أصح من المسند إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا دلالة فيه على توقيت الفعل، وإنما الصريح فيه توقيت الترك كما تضمنه حديث مسلم الذي رواه المصنف.
3543 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم".
قلت: رواه الشيخان وابن ماجه ثلاثتهم في اللباس، وأبو داود في الترجل، والنسائي في الزينة كلهم من حديث سلمان بن يسار عن أبي هريرة. (¬3)
ويصبغون بضم الباء الموحدة، وفتحها، يقال: صبغ يصبغ بالضم والفتح.
¬__________
(¬1) المنهاج (3/ 191).
(¬2) أخرجه مسلم (258)، وابن ماجه (295)، وأبو داود (4200)، والترمذي (2758).
وعند أبي داود والترمذي صدقه بن موسى الدقيقي وقال عنه الحافظ في التقريب (2937): صدوق له أوهام. لكنه قد توبع كما عند مسلم وابن ماجه.
(¬3) أخرجه البخاري (5899)، ومسلم (2103)، وابن ماجه (3621)، وأبو داود (4203)، والنسائي (8/ 137).