كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 4)
قوله - صلى الله عليه وسلم -: كالضرمة بالنار هو بالضاد المعجمة المفتوحة والراء المهملة قال الجوهري (¬1): الضرمة بفتح الراء السعفة والشيحة في طرفها نار.
4353 - قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنغنم على أقدامنا، فرجعنا فلم نغنم شيئًا، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا، فقال: "اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم"، ثم وضع يده على رأسي، فقال: "يا ابن حوالة! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فاعلم فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك".
قلت: رواه أبو داود في الجهاد بسند حسن، ورواه الحاكم في المستدرك (¬2) كلاهما من حديث عبد الله بن حوالة، وهو صحابي، أزدي، لقبه أبو حوالة، قيل: إنه سكن دمشق وقدم مصر مع مروان بن الحكم، وحوالة: بفتح الحاء المهملة وبعدها واو مفتوحة وألف ولام مفتوحة وتاء تأنيث ولم يرو لعبد الله هذا من أصحاب الكتب الستة غير أبو داود (¬3).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: الأرض المقدسة (¬4) أي أرض البلاد المقدسة، والمقدسة: المطهرة، وقيل: المباركة والأرض المقدسة حكى الهروي أنها دمشق وفلسطين، وقال معاذ: هي ما بين
¬__________
(¬1) انظر: الصحاح للجوهري (5/ 1971).
(¬2) أخرجه أبو داود (2535)، والحاكم (4/ 425). وفي إسناده: ابن زغب الإيادي، واسمه: عبد الله من تابعي أهل حمص، وقد تفرد بالرواية عنه ضمرة بن حبيب فهو في عداد المجهولين. قاله الذهبي في الميزان (2/ 423)، ولكن الحافظ ابن حجر ذكر في التهذيب أن أبا نعيم روى له حديثًا صرّح فيه بسماعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيكون الإسناد لا بأس به. انظر: تهذيب التهذيب (5/ 218)، وانظر أيضًا: معرفة الصحابة لأبي نعيم (1648)، وهداية الرواة (5/ 117).
(¬3) انظر: ترجمة ابن حوالة في الإصابة (4/ 67)، وتهذيب السنن للمنذري (3/ 381).
(¬4) انظر: النهاية (4/ 23 - 24).