كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 4)

يوم"، يعني: خمسمائة سنة.
قلت: رواه أبو داود في الملاحم من حديث سعيد بن أبي وقاص وسكت عليه وسنده جيد. (¬1)

باب لا تقوم الساعة إلا على الأشرار
من الصحاح
4415 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقوم الساعة، حتى لا يقال في الأرض: الله، الله".
قلت: رواه مسلم في الإيمان من حديث ثابت عن أنس، والترمذي وقال: وروي عنه غير مرفوع وهو أصح. (¬2)
قوله - صلى الله عليه وسلم -: حتى لا يقال: في الأرض الله الله، قال النووي (¬3): وهو برفع اسم الله تعالى، قال: وقد يغلط فيه بعض الناس فلا يرفعه انتهى، وقال أبو العباس القرطبي (¬4): صوابه بالنصب، وكذلك قيدناه عن محققي من لقيناه، ووجهه: أن هذا مثل قولك: الأسد الأسد، والجدار الجدار، إذا حذّر عن الأسد المفترس، والجدار المائل، فهو منصوب بفعل مُضمر، أي احذر الأسد، فإن أفردوا ذكروا الفعل فقالوا: احذر الأسد، قال: وقد قيده بعضهم الله الله، بالرفع على الابتداء وحذف الخبر، وفيه بُعد، انتهى كلامه.
ولا تعارض بين هذا الحديث وبين قوله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة" (¬5) لأن هذه الطائفة يقاتلون الدجال، ويجتمعون بعيسى عليه السلام،
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود (4350) ورجاله ثقات، ولكنه منقطع لأن شريحًا لم يدرك سعدًا.
وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني عند أحمد (4/ 193) وإسناده حسن.
(¬2) أخرجه مسلم (148)، والترمذي (2207).
(¬3) المنهاج (2/ 234 - 235).
(¬4) انظر: المفهم للقرطبي (1/ 364 - 365).
(¬5) أخرجه مسلم (156).

الصفحة 542