كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 4)

بن أبي المخارق أبو أمية، وضعف الحديث بسببه، (¬1) وذكر بعضهم أنه عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد وهو من الثقات، خرج له البخاري ومسلم، قال المنذري: ومن قال إنه عبد الكريم بن مالك هو الصواب، وقد نسبه بعض الرواة في هذا الحديث، فقال فيه عن عبد الكريم الجزري، وأيضًا فإن الذي روى عن عبد الكريم هذا الحديث هو عبيد الله بن عمرو الرقي وهو مشهور بالرواية عن عبد الكريم بن مالك. (¬2)

3573 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس النعال السّبتية، ويصفر لحيته بالورْس والزعفران. وكان ابن عمر يفعل ذلك.
قلت: رواه أبو داود في الترجل، والنسائي في الزينة كلاهما من حديث عبد الله بن عمر (¬3) وفي إسناده عبد العزيز بن أبي رواد، وقد استشهد به البخاري، وقد قال يحيى بن معين: ثقة، كان يعلن الإرجاء، وقد تكلم فيه غير واحد، وذكر ابن حبان أنه روى عن نافع أشياء لا يشك مَن الحديثُ صناعته إذا سمعها أنها موضوعة كان يحدث بها توهمًا لا تعمدًا، ومن روى على التوهم حتى كثر ذلك منه سقط الاحتجاج به. (¬4)
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود (4214)، والنسائي (8/ 138). وإسناده صحيح وعبد الكريم هو ابن مالك الجزري أبو سعيد مولى بني أمية الثقة، وأخطأ ابن الجوزي بذكره في كتابه "الموضوعات" (برقم 1455)، فظنه عبد الكريم بن أبي المخارق البصري الضعيف انظر ما قاله الحافظ في "القول المسدد" صـ49. وأجوبة الحافظ ابن حجر على "المشكاة" وكذلك تكلم عليه العلائي في النقد الصريح.
(¬2) انظر كلام المنذري في: مختصر سنن أبي داود (6/ 108)، وقد صرح بنسب عبد الكريم أنه الجزري البيهقي في هذا الحديث بعينه في كتاب الأدب (ص 294 رقم 765).
(¬3) أخرجه أبو داود (4210)، والنسائي (8/ 186). وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أحمد (2/ 17) بإسناد آخر وهو صحيح على شرط الشيخين. انظر: هداية الرواة (4/ 241).
(¬4) عبد العزيز بن أبي رواد: قال الحافظ: صدوق عابد، ربما وهم، ورمى بالإرجاء، التقريب (4124)، وانظر أقوال العلماء في تهذيب الكمال (18/ 138 - 140)، والمجروحين لابن حبان (2/ 136 - 137).

الصفحة 63