كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 4)

هذا الوجه، قال: وقد روي من غير وجه عن عائشة أنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد، ولم تذكر فيه هذا الحرف: وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة. وعبد الرحمن بن أبي الزناد ثقة، انتهى.
ورواه أبو داود في الترجل من حدثنا ابن أبي الزناد مقتصرًا على قولها: وكان شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوق الوفرة ودون الجمة، كذا هو في نسخة سماعنا وغيرها من النسخ.
وكذا رواه الطبري في الأحكام ثم قال: ولم تقل "في شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنه كان فوق الجمة ولا دون الوفرة".
قلت: وإن هذا لعجب وما أنكره هو الثابت في الترمذي، وهي رواية البغوي (¬1) في "شرح السنة" وفي "المصابيح" والذي رواه الطبري هي رواية أبي داود ورواها ابن ماجه في اللباس مقتصرًا على ذكر الشعر، وقال فيه: "دون الجمة وفوق الوفرة" من طريق ابن أبي الزناد أيضًا، والله أعلم.
وحديث أبي داود يدل على أن الجمة أطول من الوفرة، وهو الذي قاله العلماء، قالوا: إن الوفرة: إلى شحمة الأذن، واللمة: التي ألمت بالمنكبين، والجمة: ما سقط على المنكبين، ورواية الترمذي تدل على أن الوفرة أطول من الجمة وهي رواية المصابيح، ورواية أبي داود أقرب إلى تفسير أهل اللغة والغريب. (¬2)

3579 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نعم الرجل خريم الأَسْدي، لولا طول جمته، وإسبال إزاره"، فبلغ ذلك خريمًا، فأخذ شفرة، فقطع بها جمته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.
¬__________
= والشواهد ولم يتابع في هذا الحديث وترجم له الحافظ في التقريب (3886) وقال: صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد. ولكن له شاهد في صحيح مسلم (2338). من حديث أنس: كان شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أنصاف أذنيه.
(¬1) انظر: شرح السنة (12/ 100 رقم 3187).
(¬2) انظر المصدر السابق، ومختصر المنذري (6/ 96 - 97).

الصفحة 66