كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 4)

وانتهى من الإحرام .. تقول رضي الله عنها: "طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي هاتين حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف وبسطت يديها" (¬1) وتقول: "طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحرمه حين أحرم ولحله قبل أن يفيض بأطيب ما وجدت" (¬2) ومعنى يفيض أي يطوف بالبيت طوافًا آخر يسمى طواف الإفاضة ..
وبعد أن تطيب - صلى الله عليه وسلم -:

خطب الناس يوم النحر
وخاطب فيهم إيمانهم بالله .. خاطب فيهم هذا الصفاء وهذه الأخوة الرائعة آملًا أن تستمر دون منغصات .. قال - صلى الله عليه وسلم -:
"إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض .. السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم ثلاث متواليات: ذو القعدة .. وذو الحجة والمحرم .. ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ..
أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم .. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى.
قال: أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم .. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس البلدة؟ قلنا: بلى.
قال: فأي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم .. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى
قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم
¬__________
(¬1) صحيح البخاري 2 - 624.
(¬2) صحيح مسلم 2 - 847.

الصفحة 268