كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 4)
هل المبيت في مني واجب على كل الحجيج
النبي - صلى الله عليه وسلم - سمح للمضطرين وأصحاب الأعذار في المبيت خارج منى فقد "استأذن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له" (¬1) والسقاية هي تقديم الشراب إكرامًا لضيوف بيت الله .. يقول ابن عباس رضي الله عنهما عن سقايتهم: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى السقاية فاستسقى فقال العباس: يا فضل .. اذهب إلى أمك فأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشراب من عندها .. فقال: اسقني .. قال: يا رسول الله .. إنهم يجعلون أيديهم فيه قال: اسقني فشرب منه ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال: اعملوا فإنكم على عمل صالح .. ثم قال: لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه يعني عاتقه وأشار إلى عاتقه" (¬2).
وكان العباس يقدم النبيذ المباح الذي لم يتحول إلى خمر وقد انتقد أحد الأعراب بني العباس تقديمهم للنبيذ
يقول أحد الجالسين أثناء ذلك الحوار واسمه: بكر بن عبد الله المزني "كنت جالسًا مع ابن عباس عند الكعبة فأتاه أعرابي فقال: ما لي أرى بني عمكم يسقون العسل واللبن وأنتم تسقون النبيذ .. أمن حاجة بكم أم من بخل؟ فقال ابن عباس: الحمد لله ما بنا من حاجة ولا بخل .. قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وخلفه أسامة فاستسقى .. فأتيناه بإناء من نبيذ فشرب وسقى فضله أسامة وقال: أحسنتم وأجملتم كذا فاصنعوا .. فلا نريد تغيير ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬3)
¬__________
(¬1) صحيح البخاري 2 - 589.
(¬2) صحيح البخاري ج: 2 ص: 589.
(¬3) صحيح مسلم 2 - 953.
الصفحة 274
328