كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 4)
يدمي القلب لمن رآه .. نبي الله لا يستطيع السير لوحده وهو الذي كان يقود الجموع قبل أشهر إلى تبوك ومكة .. ها هي قدماه تخطان على الأرض خطوطًا وآثارًا كآثار المسافرين المغادرين بالقلوب والأرواح .. حيث نزل عليه الوحي في تلك الأيام يخبره أن الله يخيره بين لقائه أو البقاء حيًا .. "ثم غمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واشتد به الوجع فقال: أهريقوا علي من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم .. قالت: فأقعدنا في مخضب لحفصة بنت عمر ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول: حسبكم حسبكم" (¬1) لقد "قال بعد ما دخل بيته واشتد وجعه: هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لَعَلِّي أعهد إلى الناس .. وأُجْلِسَ في مخضب لحفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم طفقنا نصب عليه تلك حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج إلى الناس" (¬2) "فصلى بهم وخطبهم" (¬3) ليخبرهم بجوابه لوحي الله ويبدو أن هذه الخطبة التي ارتجلها يوم الأربعاء ستكون:
¬__________
= عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - .. ويعقوب ثقة من رجال التقريب 2 - 376 والزهري رأس طبقته وشيخه تابعي ثقة فقيه ثبت من رجال الشيخين انظر التقريب 1 - 535 ..
(¬1) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه الطبري 2 - 226 - 229 واللفظ له والبيهقيُّ في الدلائل 7 - 169: حدثني يعقوب بن عتبة عن محمَّد بن مسلم بن شهاب الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - .. ويعقوب ثقة من رجال التقريب 2 - 376 والزهري رأس طبقته وشيخه تابعي ثقة فقيه ثبت من رجال الشيخين انظر التقريب 1 - 535 ..
(¬2) صحيح البخاري 1 - 83.
(¬3) صحيح البخاري 4 - 1614.
الصفحة 285
328