كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 4)

وتحدثت عن ذهولها فقالت: "مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سحري ونحري وفي بيت لم أظلم فيه أحدًا فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض وهو في حجري .. ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألدم مع النساء وأضرب وجهي" (¬1) .. بكت أمهات المؤمنين وبكت النساء وبكى الرجال ولم يبك عمر بن الخطاب بل قام يخطب غاضبًا فيمن حوله ومهددًا من يقول أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات .. فطلبوا من رجل من أهل الصفة اسمه سالم بن عبيد أن ينادي أبا بكر فقد اشتد غضب عمر حتى لقد قال من شدة الصدمة "لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا. فسكتوا وكانوا قومًا أميين لم يكن فيهم نبي قبله .. قالوا: يا سالم .. اذهب إلى صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فادعه قال سالم: فخرجت فوجدت أبا بكر قائمًا في المسجد قال أبو بكر: مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. قلت: إن عمر يقول لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا .. فوضع يده على ساعدي ثم أقبل يمشي حتى دخل .. فوسعوا له حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكب عليه حتى كاد أن يمس وجهه وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى استبان له أنه قد مات .. فقال أبو بكر: إنك ميت وإنهم ميتون" (¬2). وصل أبو بكر من بيته الذي يقع في مكان شرقي المدينة يقال له: (السنح) .. "أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل
¬__________
(¬1) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه أبو يعلى 8 - 63 والبيهقيُّ في الدلائل 7 - 213 حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال سمعت عائشة تقول ... ويحيى ووالده ثقتان وقد مر معنا هذا الإسناد كثيرًا.
(¬2) سنده صحيح رواه النسائي في السنن الكبرى 4 - 263 أنبأ قتيبة بن سعيد قال حدثنا حميد ابن عبد الرحمن عن سلمة بن نبيط عن نعيم عن نبيط عن سالم بن عبيد .. ونبيط بن شريط صحابي صغير ونعيم تابعى ثقة: التقريب 2 - 306 وهو ابن أبي هند وتلميذه ثقة من صغار التابعين: التقريب 1 - 319 وحميد الرواسي ثقة من رجال الشيخين: التقريب 1 - 203 وقتيبة ثقة ثبت من رجال الشيخين: التقريب 2 - 123.

الصفحة 300