كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 4)

أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر .. والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت .. فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل .. ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبًا ودارًا .. وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم .. فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا .. فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر .. اللَّهم إلا أن تسول لي نفسي عند الوت شيئًا لا أجده الآن .. فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش .. فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف .. [قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير .. فأتاهم عمر رضي الله عنه فقال: [سيفان في غمد واحد إذًا لا يصطلحا] .. يا معشر الأنصار .. ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يؤم الناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر رضي الله عنه .. فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر رضي الله عنه] (¬1). [قلت: يا معشر الأنصار .. يا معشر المسلمين .. إن أولى الناس بأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ثاني اثنين إذ هما في الغار أبو بكر السباق المتين .. [من هذا الذي له هذه الثلاث؟ إذ هما في الغار من هما .. إذ يقول لصاحبه من صاحبه لا تحزن إن الله معنا مع من هو؟ فبسط عمر يد أبي بكر رضي الله عنهما فقال: بايعوه فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها] .. ثم أخذت بيده وبدرني رجل من الأنصار فضرب
¬__________
(¬1) سند الزيادة حسن رواه أحمد 1 - 21 وغيره من طرق عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود وعاصم بن أبي النجود إمام القراء حسن الحديث من رجال الشيخين التقريب 1 - 383 والمعقوفان داخله من حديث سالم بن عبيد السابق.

الصفحة 305