كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 4)

ولما فرغوا رضي الله عنهم من تكفينه أرادوا:

الصلاة عليه
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم قد سألوا أبا بكر فقالوا: "يا صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - .. هل يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - .. قال: نعم" (¬1) وكان بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسجده محاطًا بجموع الصحابة رجالًا ونساء وأطفالًا ينتظرون الصلاة عليه .. لكن بيت عائشة لا يتسع لهم جميعًا فقد قدم صحابة من أطراف المدينة وما حولها .. ولا يمكن أن تحرم هذه الجموع المحبة المفجوعة من الصلاة على نبيها ووداعه والدعاء له .. فسألوا أبا بكر رضي الله عنه عن كيفية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: "يا صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - هل يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نعم .. قالوا: وكيف يصلى عليه؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويدعون ويجيء آخرون" (¬2) فنظموهم مجموعات مجموعات وحددوا أحد أبواب عائشة للدخول وآخر للخروج بعد أداء الصلاة .. يقول أحد الذين شاهد تدفق أمواج الحب تلك: "لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: كيف نصلي عليه؟
قالوا: ادخلوا من ذا الباب أرسالًا أرسالًا فصلوا عليه واخرجوا من الباب الآخر" (¬3) فتحولت الحشود إلى مجموعات صغيرة ودخلت بترتيب
¬__________
(¬1) جزء من حديث سالم بن عبيد السابق.
(¬2) جزء حديث سالم بن عبيد السابق.
(¬3) سنده صحيح رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 - 289 أخبرنا عفان بن مسلم والأسود بن عامر قالا أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أبو عمران الجوني أخبرنا أبو عسيم شهد ذلك .. وأبو عمران الجوني هو عبد الملك بن حبيب تابعى ثقة من رجال الشيخين: التقريب 1 - 518 وحماد إمام معروف وكذلك تلميذه عفان والأسود هو المعروف بـ: شاذان وهو ثقة من رجال الشيخين: التقريب 1 - 76.

الصفحة 313