كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 4)
وقد قبض - صلى الله عليه وسلم - على العاصى فعفا عنه وغير اسمه إلى مطيع .. يقول ابنه عبد الله: "لم يكن أسلم أحد من عصاة قريش غير [أبي] مطيع كان اسمه العاصي فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيعًا" (¬1)
لكن إذا كانت مكة لن تغزى كدولة غير مسلمة بعد اليوم فإن حلفاء الإِسلام بني خزاعة يريدون الاحتفال بفتحها على طريقتهم المفضلة .. فتقدموا للنبي - صلى الله عليه وسلم - بطلب أخذ الثأر من سبب كل هذا الذي يحدث اليوم بني بكر:
ثأر خزاعة من بني بكر
أرادت خزاعة الثأر ممّن غدروا بها ونقضوا العهد والميثاق دون سابق إنذار وهم بنو بكر .. فتقدموا بطلب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأذن لهم بغزو بني بكر على ما فعلوه فأذن لهم لكنه حدد لهم فترة زمنية قصيرة تبدأ من الآن وحتى وقت العصر فقط .. وقد أعلن - صلى الله عليه وسلم - ذلك على الملأ مطمئنًا قريش على أموالها ودمائها وأعراضها فقال: "يوم فتح مكة: كفوا السلاح إلا خزاعة من بني بكر فأذن لهم حتى صلوا العصر ثم قال لهم كفوا السلاح" (¬2) ويقول أحد الصحابة من بين خزاعة واسمه أبو شريح "أذن لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح
¬__________
= عن الحارث بن مالك بن البرصاء - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة يقول وهو سند مسلم في روايته للحديث السابق مع اختلاف تلميذ زكريا وهو أحد الأئمة الثقات وكذلك الصحابي.
(¬1) صحيح مسلم 3 - 1409 وكلمة أبي عند الحاكم.
(¬2) سنده قوي رواه ابن أبي شيبة 7 - 403 حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يزيد ثقة متقن عابد: التقريب 2 - 372 وشيخه المعلم اسمه حسين بن ذكوان ثقة: التقريب 1 - 176 وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سند قوي مشهور.