كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 4)

وتوبته بكلمات فيقول "كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬1) .. ولما انتهى - صلى الله عليه وسلم - من مبايعة الحاضرين نهض نحو موعده مع الأنصار نهض نحو جبل الصفا ولما "أتى الصفا لميعاد الأنصار" (¬2) حسب اتفاقه مع أبي هريرة أن يجمع له الأنصار عند ذلك الجبل .. وتحت ذلك الجبل أحس الأنصار بمرارة لا تطاق .. شعروا بلهف النبي - صلى الله عليه وسلم - على مكة وبيت ربه وأشعرهم عفو النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قريش وكأن المدينة والأنصار في حالة وداع لا يحتمل فكانت هذه القصة التي ترتب:

حب الأنصار ثم باقي البشر
أبو هريرة كان عند الصفا يروي فيقول:
"أتى الصفا فعلاها حيث ينظر إلى البيت .. فرفع يديه وجعل يحمد الله ويذكره ويدعو بما شاء أن يدعو .. والأنصار تحته .. يقول الأنصار بعضها لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته .. قال أبو هريرة: وجاء الوحي وكان إذا جاء الوحي لم يخف علينا فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يقضي .. فلما قضي الوحي .. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا معشر الأنصار .. قالوا: لبيك يا رسول الله .. قال: قلتم
¬__________
(¬1) سنن أبي داود 4 - 128 حدثنا أحمد بن محمَّد المروزى ثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس .. يزيد ثقة عابد: التقريب 2 - 365 والحسين ثقة: التقريب 1 - 182 وابنه حسن الحديث إذا لم يخالف. التقريب 2 - 35 فهو صدوق يهم .. ومن لا يهم أما شيخ أبي داود فهو الإمام أحمد رحمهم الله جميعًا.
(¬2) هو حديث أبي هريرة السابق عند النسائي وغيره.

الصفحة 45