كتاب دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (اسم الجزء: 7-8)

1243- وعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، قالتا: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصْبحُ جُنُباً مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ، ثُمَّ يَصُومُ. متفقٌ عَلَيْهِ (¬1) .
225- باب فضل صوم المحرم وشعبان والأشهر الحرم
1244- وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفْضَلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1243- (وعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما قالتا: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنباً) وقولهما (من جماع غير احتلام) (¬2) وصف تقييدي (¬3) إذ جنابته - صلى الله عليه وسلم - لا تكون بالاحتلام إذ هو من تلاعب الشيطان، ولا وصلة له إليه - صلى الله عليه وسلم -، أو تخصيصي بناء على أن الاحتلام نوعان: عن إمتلاء البدن: وهو لكونه من العوارض البشرية، جائز في حقه، وعن تلاعب الشيطان: وهو الممتنع عليه كسائر الأنبياء صلى الله عليه وعليهم وسلم (ثم يصوم) وقد أومأ إلى صحة صوم من أصبح جنباً قوله تعالى: أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم، إذ يلزم من حله آخر أجزاء الليل طلوع الفجر عليه وهو جنب، فيدل حله على صحة صومه، ذكره الأصوليون في دلالة الإِشارة (متفق عليه) .
باب بيان فضل صوم المحرم
سمي بذلك دون باقي الأشهر الحرم، تشريفاً، وقيل: لغير ذلك، كما بينته في مؤلفي في عاشوراء، المسمى بفتح الكريم القادر، في متعلقات عاشوراء، من الأعمال والمآثر (وشعبان والأشهر الحرم) لعل حكمة فضله بشعبان بين المحرم، وباقي الأشهر الحرام مع فضل صومها على صومه، إكثار صومه - صلى الله عليه وسلم - له كما سيأتي دونها، وإلا فهو بعده في الفضل، خلافاً لبعض منهم ابن رجب في اللطائف كما بينته في المؤلف المذكور مع رده.
1244- (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفضل الصيام) أي: من
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في كتاب: الصوم، باب: اغتسال الصائم (4/133، 134) .
وأخرجه مسلم في كتاب: الصيام، باب: صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب، (الحديث: 80) .
(¬2) قوله: (من جماع غير احتلام) كذا في نسخ الشرح وكذا أيضاً في صحيحي البخاري ومسلم والذي في بعض نسخ المتن يصبح جنباً من غير حلم.
(¬3) المراد أنه صفة كاشفة كما في قوله تعالى (ويقتلون النبيين بغير الحق) .

الصفحة 53