إلى الجميع أو إلى البعض، وأما إذا كان هناك قرينة تصرفه إلى الجميع أو إلى الأخيرة أو الأولى أو الوسطى (١)، فلا خلاف في صرفه إلى ذلك؛ لأن اتباع القرينة راجح، والعمل بالراجح متعين (٢).
قوله: (وإِذا تعقب الاستثناء الجمل)، مثاله: قام الزيديون والعمرون (٣) إلا الطوال، فهل يرجع الاستثناء إلى الجملتين، أو يرجع إلى الأخيرة خاصة، أو هو مشترك، أو يجب التوقف حتى يرد البيان، أو يجب فيه التفصيل؟ وهو القول المختار عند الإمام الفخر في المحصول (٤)، وبيان هذا القول بالتفصيل أن يقال: إما أن تتنوع الجملتان بأن تكون إحداهما خبرًا والأخرى أمرًا، وإما ألا تتنوع الجملتان، فإذا لم تتنوع، فإما أن يكون حكم إحداهما أو اسمها مضمرًا في الأخرى أم لا، فإن وجد التنوع عاد إلى الأخيرة فقط، وكذلك إن عدم وعدم الإضمار، وأما إن عدم التنوع ووجد الإضمار، فإنه يعود إلى الجميع (٥).
مثال (٦) التنوع بأن تكون (٧) إحداهما خبرًا والأخرى أمرًا: قام الزيدون
---------------
(١) "للوسطى" في ز.
(٢) انظر: البرهان فقرة/ ٢٩٣، وإحكام ابن حزم ١/ ٤٠٧، وشرح الكوكب المنير ٣/ ٣١٥.
(٣) "العمريون" في الأصل.
(٤) سبق بيان أن هذا القول ليس اختيارًا للإمام قبل قليل.
(٥) انظر التقسيمات في:
المعتمد ١/ ٢٦٥، والمحصول ١/ ٣/ ٦٤ - ٦٦، والإحكام للآمدي ٢/ ٣٠٠ - ٣٠١، والعضد ٢/ ١٤٠، وفيها بعض الاختلاف سيتبين من التعليقات القادمة.
(٦) "وجود" زيادة في ز.
(٧) "يكون" في ز.