كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 4)

ومثال رجوعه إلى الأولى خاصة. قوله تعالى: {(١) إِنَّ الله مُبْتَلِيكُمِ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّه مِنِّي إلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} (٢)، فهذا (٣) الاستثناء تعين عوده إلى الجملة الأولى دون الثانية؛ لأن مناسبة المعنى تقتضيه (٤).
ومثال رجوعه إلى إحدى الجملتين أيضًا: قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إلا امْرَأَتَك} (٥)، فعلى قراءة النصب يعود إلى الأولى تقديره: "فأسر بأهلك إلا امرأتك"، وعلى قراءة الرفع، وهي (٦) قراءة ابن كثير وأبي عمرو (٧) يعود على الثانية؛ لأنها منفية، فتكون قد خرجت معهم ثم رجحت فهلكت، قاله المفسرون (٨).
---------------
= هم والحنفية يقبلون شهادة القاذف ولو لم يتب ما لم يقم عليه الحد، وتوبته عند الشافعية والحنابلة بأن يكذب نفسه في مقامٍ مثل الذي قذف فيه، أما عند المالكية فتكون بصلاح حالة، وبعض فقهائهم يرون رأي الشافعية والحنابلة.
انظر: القوانين الفقهية لابن جزي/ ٢٦٤، والأم ٦/ ٢٠٩، والمغني ٩/ ١٩٩، والكافي لابن عبد البر ٢/ ٨٩٧، والمنتقى للباجي ٥/ ٢٠٧.
(١) "قال" زيادة في ز.
(٢) سورة البقرة آية رقم ٢٤٩.
(٣) "هذه" في ز.
(٤) انظر: شرح الكوكب المنير ٣/ ٣١٦، وتيسير التحرير ١/ ٣٠٣، وشرح القرافي ص ٢٥٢ والمسطاسي ص ١١، من المخطوط رقم ٣١٤ بمكناس.
(٥) سورة هود آية رقم ٨١.
(٦) "وهو" في ز.
(٧) "عمر" في ز.
(٨) المشهور في هذه الآية أربعة أقوال:
الأول: النصب على أنه استثناء متصل من (أهلك).
الثاني: النصب على أنه استثناء متصل من (أحد) وإن كان قبله نهي؛ لأن النهي كالنفي =

الصفحة 147