كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 4)

المخاطبات وبكسر الكاف وألفٍ قبلها ونونٍ مخففةٍ أو مشددةٍ: حرفُ استدراكٍ فعلى الأوّل: (لكن): خبر لقوله: (أفضلُ الجهاد) فهو مرفوعٌ بالابتداء وقوله: (حجٌ مبرور) خبرُ مبتدإ محذوفٍ، وعلى الثّاني: -وهو الاستدراك- مع تخفيف النون يكون (أفضلُ الجهاد) مبتدأ أيضًا وخبره ما بعده ومع تشديدها (أفضل الجهاد) منصوب اسمها وما بعده خبرها.

1521 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الحَكَمِ، قَال: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، قَال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
[1819، 1820 - مسلم: 1350 - فتح: 3/ 382]
(أبا حازم) اسمُه: سَلْمَان بفتح السين وسكون اللام.
(فلم يرفث) بتثليث الفاء فيه وفي ماضيه، لكن الأفصحَ فيه الضمُّ، وفي ماضيه الفتح (¬1)؛ أي: الجماع والتفحش في القول. (ولم يفسق) أي: لم يأت بمعصية. (رجع) أي: من ذنوبه. (كيوم ولدته أُمهُّ) بجر يوم على الإعراب، وبفتحه على البناء وهو الراجحُ في مثله.

5 - بَابُ فَرْضِ مَوَاقِيتِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ
(باب: فرض مواقيت الحجِّ والعمرة) أي: مواقيتها المكانية.

1522 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَال: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ،
¬__________
(¬1) رفث في كلامه يرفث رفثًا، ورفث رفثًا، ورفث، بالضم عن اللحياني، وأرفث، كله: أفحش، وقيل: أفحش في شأن النِّساء.
انظر: "اللسان" 3/ 1686.

الصفحة 14