كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 4)

أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي مَنْزِلِهِ، وَلَهُ فُسْطَاطٌ وَسُرَادِقٌ، فَسَأَلْتُهُ مِنْ أَيْنَ يَجُوزُ أَنْ أَعْتَمِرَ؟ قَال: "فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَلِأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ".
[انظر: 133 - مسلم: 1182 - فتح: 3/ 383]
(زهير) أي: ابن معاوية الجعفي.
(وله فُسطاطٌ) بضم الفاء وفتحها: بيتٌ من شعرٍ ونحوه. (وسرادق) بضم السين وكسر الدال: ما أحاط بالخيمةِ أو نحوها.
(فسألته) فيه التفاتٌ إذ القياسُ: فسأله، وفي نسخة: "فدخلتُ عليه فسألته". (قال: فرضها) أي: المواقيت أي قدرها. (نجد) هو ما ارتفع من أرضِ تهامة على أرض العراق (¬1).
(قرنًا) بسكون الراءِ: بقعة على نحو مرحلتين من مكةَ، وتكتب في بعض النسخ بلا ألف على لغة ربيعة، لكن إذا وُصِلَ في القراءةِ ينون، أو على أنه غيرُ منصرفٍ؛ للعلميةِ والتأنيثِ.
(ذا الحليفة) تقَدَّم ضبطها. (الجُحفة) بضم الجيم وسكون المهملة: قريةٌ بطريق المدينةِ، على ثمانِ مراحلٍ من المدينةِ، وعلى ستةِ أميالٍ من البحرِ، وكان اسمها: مهيعة فأجحفها السيلُ، فسميتْ بذلك (¬2). وهذه المواقيت لمن لم يكن بمكةَ، أما من كان بها فميقاتُ حجه نفسُ مكةَ، وميقاتُ عمرته أدنى الحلِّ.
¬__________
(¬1) انظر: "معجم البلدان" 5/ 261.
(¬2) انظر: "معجم البلدان" 2/ 111.

الصفحة 15