كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 4)

من نسخة. (أبو أُسامة) هو حماد بن زيد.
(من كداء) بفتح الكاف والمد كما مرَّ (¬1). (وخرج من كدًا) بالضم مقصورًا منونًا هذا هو المشهور في ضبطهما، وقيل: بعكس ذلك، وقيل: بالفتح والمد فيهما. (من أعلى مكّة) أستشكل هذا من جهة أن مفهومه أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج من أعلى مكّة، والأحاديث السابقة أنه خرج من أسفلها، وأجاب الكرماني: بأن الدخول والخروج من أعلاها (¬2)، لعلّه كان في عام الفتح، والخروج من أسفلها في الحجِّ، ثمّ قال: هذا إذا كان كداء بالفتح أوَّلًا، وثانيًا: أما إذا كان الثّاني بالضم فوجَّه أنَّ (من أعلى) متعلّق بدخل (وخرج من كدى) حال مقدرة بينهما، فلا تحتاج للتخصيص بغير عام الفتح، وأجاب شيخنا (¬3): بأن ذلك مقلوب في رواية أبي أُسامة، وأن الصواب ما رواه غيره، وأن الوهم فيه ممّن دون أبي أُسامة؛ لأنَّ أحمد رواه عن أبي أُسامة على الصواب (¬4).

1579 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَامَ الفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ أَعْلَى مَكَّةَ" قَال هِشَامٌ: وَكَانَ عُرْوَةُ: "يَدْخُلُ عَلَى كِلْتَيْهِمَا مِنْ كَدَاءٍ، وَكُدًا، وَأَكْثَرُ مَا يَدْخُلُ مِنْ كَدَاءٍ، وَكَانَتْ أَقْرَبَهُمَا إِلَى مَنْزِلِهِ".
[انظر: 1577 - مسلم: 1258 - فتح: 3/ 437]
¬__________
(¬1) سبق برقم (1576) كتاب: الحجِّ، باب: من أين يخرج من مكّة.
(¬2) انظر: "البخاريّ بشرح الكرماني" 8/ 101.
(¬3) انظر: "الفتح 3/ 437.
(¬4) انظر: "مسند أحمد" 6/ 58، وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 437 كذا رواه أبو أُسامة، والصواب ما رواه عمرو وحاتم عن هشام "دخل كداء من أعلى مكة" ثمّ ظهر لي أن الوهم فيه ممّن دون أبي أُسامة فقد رواه أحمد عن أبي أُسامة على الصواب.

الصفحة 72