كتاب المهيأ في كشف أسرار الموطأ (اسم الجزء: 4)

• أخبرنا مالك، حدثنا داود بن الحُصين، الأموي مولاهم، يكنى أبا سليمان المدني، ثقة إلا في عكرمة ورمى برأي الخوارج ولم يكن داعية ووثقه ابن معين والنسائي والعجلي وكفى رواية مالك عنه توثيقًا، كان في الطبقة السادسة من طبقات التابعين من أهل المدينة، مات سنة خمس وثلاثين ومائة عن ابن عباس، (ق 1001) رضي الله عنهما قال: أي: داود بن الحصين كان أي: ابن عباس يقول: دُلُوك الشمس: مَيْلها، وغَسق الليل: اجتماع الليل وظلمته.
قال محمد: هذا أي: المعنى قول ابن عمر وابن عباس، وكذا قال جابر وعطاء وقتادة ومجاهد والحسن البصري وأكثر التابعين، وقال عبد الله بن مسعود: رضي الله عنهما دلوكها غروبها، وكلٌّ حَسَن.
* * *

1008 - أخبرنا مالك، حدثنا عبد الله بن دينار، أن عبد الله بن عمر أخبره، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما أجَلُكم فيما خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مَثَلكم ومَثَل اليهود والنصارى: كرجل استعمل عاملًا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراطٍ قيراط؟ قال: فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ فعملت النصارى على قيراط قيراط، ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا فأنتم الذين يُعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين"، قال: فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: نحن أكثر عملًا وأقل عطاءً، قال: "هل ظلمتُكم من حقكم شيئًا؟ "، قالوا: لا، قال: "فإنه فضلي أوتيه من أشاء".
قال محمد: هذا الحديث يدل على أن تأخير العصر أفضل من تعجيلها،
¬__________
(1008) إسناده صحيح: أخرجه البخاري (4/ 207) (6/ 235) وأبو داود في السنة ب (30) والترمذي (2871) والنسائي في المحاربة (ب 26) والطبراني في الكبير (12/ 338).

الصفحة 374